بيان مختصر لمشتملات التوراة - الحقائق التي دونها عن المسيح خاصة تلاميذه
ولنا في رسالتي بطرس ورسالة يعقوب ويهوذا الحقائق التي دونها عن المسيح خاصة تلاميذه ,وكذا كتب يوحنا أعز صديق وأحب تلميذ للمسيح ثلاث رسائل ,وكتب بولس جملة رسائل منها رسالتي تسالونيكي كتبهما أولاً حوالي السنة الثانية والثالثة والعشرين بعد الصعود يشرح فيهما طريق الخلاص بيسوع المسيح وماذا يترتب على دعوتهم المقدسة من الواجبات المرضية لله, وورد في الرسالة الأولى لأهل كورنثوس 15 :3 و4 ما اقتبسه المسيحيون الأولون في أقدم صيغة من قانون إيمانهم أَنَّ المَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الكُتُبِ ,وَأَنَّهُ دُفِنَ ,وَأَنَّهُ قَامَ فِي اليَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الكُتُبِ ومن هنا يتبين لنا أن أقدم المسيحيين اعتقدوا أن جوهر الكتب أي أسفار العهد القديم والجديد إنما هو الكفارة التي قدمها المسيح عن خطايانا بموته على الصليب ,وقبول تلك الكفارة عند الله بدليل أنه أقامه من الأموات, ومن جملة أسفار العهد الجديد سفر أعمال الرسل ,وفيه خبر حلول الروح القدس وهو - الفارقليط - بعد الصعود بعشرة أيام وكيفية شروع الرسل في تبشير الأمم والرسالة إلى العبرانيين وفيها شرح العلاقة بين شريعة موسى وإنجيل المسيح ,وسفر الرؤيا ويتضمن نبوة الجهاد الذي سيقع بين الكنيسة والعالم وانتصار الكنيسة أخيراً - وفي أصحاح 9 منه مسائل يهم المسلمين الاطلاع عليها -ويشرح هذا السفر لنا كثيراً من الوسائل التي يتخذها الشيطان لتجريب المسيحيين وتعذيبهم بهدف أن يفصلهم عن مخلّصهم ,وأهم هذه الوسائل ظهور المسيح الدجال الذي يبذل عنايته في مقاومة الخلاص الذي بالنعمة, أما المسيحيون الحقيقيون فيخرجون من أتون التجارب كالذهب الممحص ,وآخر الكل يأتي المسيح على سحاب السماء بقوة ومجد عظيم ليؤسس في الأرض الجديدة والسماء الجديدة ملكوته الدائم وَلَنْ يَدْخُلَهَا شَيْءٌ دَنِسٌ وَلَا مَا يَصْنَعُ رَجِساً وَكَذِباً ,إِلَّا المَكْتُوبِينَ فِي سِفْرِ حَيَاةِ الحَمَلِ - رؤيا 21 :27 .
وبالإجمال تتفق أسفار العهد الجديد مع أسفار العهد القديم في تعيين طريق الخلاص الذي به تتبارك كل الأمم - تكوين 28 :14 - ألا وهو الإيمان بنسل المرأة الموعود به - تكوين 3 :15 - الذي وُلد من العذراء مريم - لوقا 1 :26-33 وانظر القرآن سورة الأنبياء 21 :91 وسورة التحريم 66 :12 - ليخلّص شعبه من خطاياهم - متى 1 :21 - الذي بذل حياته فدية عن كثيرين - إشعياء 53 :10 و11 ومتى 20 :28 - وقام لأجل تبريرنا - مزامير 16 :9-11 وأعمال 2 :22-36 ورومية 4 :25 - والذي به وحده يقدر الإنسان أن يبلغ إلى معرفة الله الحقيقية - يوحنا 14 :6 - وينال الخلاص الأبدي - أعمال 4 :12 .
فأسفار العهد القديم والجديد معاً إنما هي إعلان واحد من لدن الله, أما العهد القديم فيشرح لنا كيف دخلت الخطية إلى العالم وكيف وعد الله بالمخّلص منها ,وأما العهد الجديد فيشرح كيف أكمل الله ذلك الوعد وكيف قدم المسيح حياته كفارة عن خطايا العالم - 1 يوحنا 2 :2 - ليهب الخلاص لكل من يُقبل إليه إقبالاً حقيقياً - متى 11 :28 ويوحنا 6 :37 .
أما من جهة الأنبياء والرسل فنؤمن أنهم مفوضون من عند الله لتعليم وتبشير العالم ,فليسوا هم ملوكاً ولا ولاة ,بل منذرين ينذرون الناس أن يتوبوا عن خطاياهم ويرجعوا إلى الله الحي ,وأنهم ليسوا بمعصومين من الخطية ,وأنه لم يعش أحد معصوماً من الخطية سوى المسيح, ولنا الأدلة الكافية على عصمته منها شهادات الأنبياء - إشعياء 53 :9 وقارن يوحنا 8 :46 - وشهادات تلاميذه - 1 بطرس 2 :22 و1يوحنا 3 :5 وعبرانيين 4 :15 - ويشهد له نفس الذين صلبوه - لوقا 23 :4 و14 و47 .
- عدد الزيارات: 10837