شبهات شيطانية ضد سفر صموئيل الأول - قال المعترض الغير مؤمن: جاء في 1صموئيل 16: 1 و2
قال المعترض الغير مؤمن: جاء في 1صموئيل 16: 1 و2 فقال الرب لصموئيل حتى متى تنوح على شاول وأنا قد رفضته عن أن يملك على إسرائيل؟ املأ قرنك دهناً وتعال أرسلك إلى يسى البيتلحمي لأني قد رأيتُلي في بنيه ملكاً. فقال صموئيل: كيف أذهب؟ إن سمع شاول يقتلني. فقال الرب: خذ بيدك عِجْلةً من البقر، وقل: قد جئت لأذبح للرب . وهذا أمر لصموئيل بالكذب، بينما يقول الله في أمثال 12: 22 كراهة الرب شفتا كذب. أما العاملون بالصدق فرضاه .
وللرد نقول بنعمة الله : التأمل الدقيق يظهر بطلان هذه التهمة. ففي 1صموئيل 16: 1 و2 أمر الله صموئيل أن يمسح أحد بني يسى ملكاً على إسرائيل. ولما خاف صموئيل أن يفعل هذا، أمره الله أن يقدم ذبيحة في بيت يسى وأن يتخذ هذه فرصة لمسح الملك. ولا مجال هنا لاتهام الله بأنه أمر نبيه أن يأتي أمراً غير شريف. على أننا لا ننكر أن صموئيل عندما سُئل عن سبب ذهابه إلى بيت يسى كان جوابه: لكي يقدم ذبيحة الله. ولكن هل كان هذا كذباً؟ لقد ذهب إلى بيت يسى لهذا الغرض عينه، ولم يكن مفروضاً عليه أن يخبر سائليه بكل ما أجراه في بيت يسى. كذلك أيضاً إذا سألنا سائل ونحن ذاهبون إلى بيت صديق لنا لنتشاور معاً في شراء قطعة أرض مثلًا، فليس من اللازم في حالة كهذه أن نجيب السائل بأكثر من القول إننا ذاهبون لزيارة صديق لنا. ولا يكون في جوابنا هذا شيء من الكذب أو المكر.
يحق لنا أن نكتم سرَّنا عمن لا شأن لهم به، أو من نعلم أنهم إذا عرفوه يسيئون إلينا. والإخفاء والكتمان يختلفان عن المكر والخداع، وإذا كان التكتم لغرض صالح فلا اعتراض عليه. وهذا يصدق في الأحوال الحربية والشؤون السياسية والمسائل الطبية وغيرها من الشؤون العادية. كذلك أيضاً في سياسة الله مع العالم ومعاملاته للأفراد يرى بحسب حكمته أن يخفي مقاصده إلى أن يحين الوقت الملائم لإعلانها.
فنرى إذاً أنه لم يرشد صموئيل في هذه القضية إلى الكذب، بل قد رسم له خطة تضمن سلامته.
وبهذه المناسبة يجدر بنا أن نشير إلى ما جاء في 1ملوك 22: 21 و22 حيث نقرأ: ثم خرج الروح (روح الشر) ووقف أمام الرب وقال: أنا أغويه. وقال الرب: بماذا؟ فقال: أخرج وأكون روح كذب في أفواه جميع أنبيائه. فقال: إنك تغويه وتقتدر. فاخرج وافعل هكذا . ومن يقرأ هذه الرواية قراءة سطحية يرى فيها كأن الله هو الذي خدع أخآب ملك إسرائيل الشرير. ولكن التأمل الدقيق يظهر أن الواقع لم يكن كذلك، بمعنى أن روح الكذب أراد أن يخدع أخآب، فقال له الرب: فاخرج وافعل هكذا أو بعبارة أخرى إن الله قد أخلى سبيل هذا الروح الشرير الذي قصد أن يغوي أخآب. ولو لم يأذن له الله لما استطاع أن يكون روح كذبٍ في أفواه أنبياء أخآب الكَذَبة. ولكن إذا سحب الله يده المانعة انفتح المجال لذلك الروح الشرير.
على أن الله قد سمح لهذا الروح الشرير أن يُضل أخآب قصاصاً له على عبادته الوثنية. ونرى في هذه القصة مثلًا لقصاص الشر بإنتاج شرٍ آخر. وهذا يرينا أن الله يسمح أحياناً بإضلال فعلة الشر قصاصاً لهم على التمادي في العصيان عليه وعدم التوبة.
قال المعترض الغير مؤمن: جاء في 1صموئيل 16: 21 أن داود وقف أمام شاول فأحبه شاول وجعله حامل سلاحه. ولكنه في 1 صموئيل 17: 15 يقول إن داود كان يرعى غنم أبيه .
وللرد نقول بنعمة الله : عمل داود في حمل سلاح شاول لا يحتم أن داود كان دائماً عند شاول. لقد كان ليوآب عشرة يحملون سلاحه (2صموئيل 18: 15) ولابد أن شاول كان عنده أكثر من ذلك. ولم يتوظف داود عند شاول إلا في 1صموئيل 18: 3.
- عدد الزيارات: 11529