من هو النبي الصادق؟ - نستطيع أن نكتشف كذب النبي أيضاً من انفصاله عن كلمته
5 - نستطيع أن نكتشف كذب النبي أيضاً من انفصاله عن كلمته: فقد قال المسيح (له المجد): من عمل وعلَّم فهذا يُدعى عظيماً في ملكوت السماوات (مت 5: 19).
فكلمة النبي أو رسالته يجب أن ترتبط بحياته دون انفصام. كان الأنبياء في القديم يعبِّرون عن رسائلهم بحياتهم وبأجسادهم. فمثلًا كانت رسالة إرميا أن يتحدث عن السبي الذي سيذهبالشعب إليه، فأتى بنير خشبي وضعه على كتفيه. وعندما حطَّم الملك النير الخشبي وضع نيراً من حديد وسار به بين الناس، يتحدث عن الشعب الذي سيحمل النير في السبي. وإيليا عاش منتعشاً في الصحراء، ليعبِّر عن رسالته. وهوشع الكاهن تزوج من امرأة زانيةٍ كما أمره الرب، ليقدِّم صورة حيَّة لمحبَّة الرب لشعبه رغم زناه، وكانت حياة هوشع رسالته. لكن إذا جاء نبي يتحدث عن رسالة هو لا يعيشها، فهو منفصل تماماً عن كلمته. فالنبي الذي يتحدث عن العدالة والنقاء والأمانة، عليه أن يعيش هذه الصفات. والمسيح لم يعلِّم تعليماً لم يعشه هو أولًا.
6 - ثم علامة أخرى، هي مدى تحدي رسالته لعوامل الهدم:
فالرسالة التي تقف شامخة رغم كل محاولات الهدم، رسالة صادقة. الرسالة التي لا تخشى الانتقاد والتقييم المستمر في العهود المختلفة هي رسالة مؤسسة على الصخر. فالرسالة الحقيقية لا تحتاج إلى حماية بشر في مواجهة النقد والتقييم. ولرسالة المسيح 2000 عام، تعرضت فيها وما زالت لكل معاول الهدم والانتقاد. حتى في البلاد المسيحية، نجد الإذاعة والتليفزيون والصحافة تترك المجال بكل حرية لمن يريد أن ينتقد المسيحية أو الكتاب المقدس. لكن يبقى في النهاية التعليم الصحيح، فلا يصح إلا الصحيح، كما يقولون. يقول المسيح: كل من يسمع أقوالي هذه ويعمل بها أشبِّهه برجلٍ عاقلٍ بنى بيته على الصخر. فنزل المطر وجاءت الأنهار وهبَّت الرياح ووقعت على ذلك البيت فلم يسقط، لأنه كان مؤسساً على الصخر. وكل من يسمع أقوالي هذه ولا يعمل بها يُشبَّه برجلٍ جاهلٍ بنى بيته على الرمل. فنزل المطر وجاءت الأنهار وهبت الرياح وصدمت ذلك البيت فسقط، وكان سقوطه عظيماً (مت 7: 24-27).
إن كنت تريد أن تكتشف صدق رسالة أو نبوة، اتركها للناس ينتقدونها ويفسرونها ويحللونها، فإن صمدت للنقد واستطاعت أن تقاوم، تكون رسالة صادقة من الله. لا تحاول أن تحميها برجال أو مال أو سلاح، فالرسالة الصادقة قوتها في الحق الذي تحتويه.
- عدد الزيارات: 12808