Skip to main content

شبهات شيطانية حول العهد الجديد

هل ضاعت رسائل من الإنجيل؟ - الأدلة الداخلية على بطلانها

الصفحة 2 من 3: الأدلة الداخلية على بطلانها

الأدلة الداخلية على بطلانها:

(1) هذه الكتب المفتعلة تحاول تأييد تعليم منافٍ للحق. فهي مثلاً تعلّم قداسة ذخائر القديسين . جاء في إنجيل طفولية المسيح أنه لما أتى المجوس من المشرق إلى أورشليم، حسب نبوة زردشت، وقدموا هداياهم، أعطتهم القديسة مريم بعض الأقماط التي كان الطفل ملفوفاً فيها على سبيل التبرُّك، فوقعت هذه العطية عندهم موقعاً عظيماً.

ولما كان البعض يميل إلى رفع القديسة مريم فوق رتبتها، ولم يجدوا في كتاب الله ما يؤيد رأيهم، لفّقوا إنجيل ولادة مريم وقالوا فيه إن الملائكة أنبأوا عن ولادتها، ونسبوا إليها في إنجيل يعقوب وفي إنجيل الطفولية معجزات فعلتها بنفسها أو بمساعدة الطفل يسوع، وغير ذلك مما كانت تجهله أهل القرون الأولى، وإنما ظهرت هذه البدع في القرنين الرابع أو الخامس.

(2) من تحرَّى وتروَّى بإخلاص في البشائر الأربع انذهل من ذكر الأحداث ببساطة بدون تصنُّع ولا تكلّف ولا زخرفة، فذُكرت الأمور حسب طبيعتها. ولم يتردد الرسل عن ذكر أي شيء حتى وإن كان لايلائم أميالهم وأقوالهم، ممّا يدل على أن الحوادث التي ذكروها هي من وحي الله. هذا بخلاف الكتب المفتعلة، فإنها مشحونة بالحوادث التافهة الفارغة مما يدل على بطلانها.

ذكر في إنجيل ولادة مريم أن المسيح صعد بدون مساعدة أحد على دَرْج الهيكل بمعجزة لما كان عمره ثلاث سنين، وكان ارتفاع كل درجة نصف ذراع. وإن الملائكة كانت تخدم مريم في طفوليتها. وكذلك ذُكر في الإنجيل المنسوب إلى يعقوب الأصغر محاورة فارغة بين والدة مريم وخادمتها، وورد أن الملائكة كانت تخدم مريم، وذكرت مداولة بين الكهنة بخصوص عمل ستر الهيكل. وذكر إنجيل توما قصصاً فارغة عن طفولية المسيح وتربيته، ونُسبت إليه معجزات انتقام عند تعلُّمه الأبجدية! وعُزي في إنجيل مريم وطفولية المسيح وتوما معجزات فارغة إلى مريم وللمسيح في طفوليته، مثل مساعدة مريم ليوسف في حرفته، فإذا أخطأ أصلحت خطأه في صناعته. مع أن الغاية من المعجزة تأييد الرسالة والتعليم وغير ذلك من الأمور الجليلة.

(3) ذكر في هذه الكتب المفتعلة أشياء لم تحصل إلا بعد عصر المؤلف المنسوب إليه هذا الكتاب، فذكر فيه: طوباك يا أبجر لأنك آمنت بي مع أنك لم ترني، لأنه مكتوب عني: لكي لا يؤمن الذين رأوني ويؤمن الذين لم يروني . يشير بهذا إلى قول المسيح لتوما: طوبى للذين آمنوا ولم يروا (يوحنا 20: 29). ولا يخفى أن يوحنا الرسول كتب إنجيله بعد أن مات كل الذين نُسبت إليهم هذه الكتب. وورد في إنجيل نيقوديموس أن اليهود خاطبوا بيلاطس بكلمة سموّكم وهذه كلمة لم يعرفها اليهود، ولم تكن مستعملة وقتها. وذكر فيها أن المسيح أشار بعلامة الصليب على آدم وجميع القديسين في جهنم قبل إنقاذهم، مع أن علامة الصليب لم تشتهر إلا في القرن الرابع.

(4) أسلوب كتابة الرسل في الإنجيل هو من أقوى الأدلة على صحتها. وإذا نظرنا إلى أسلوب الكتب المفتعلة نراه منافياً لطريقة وكيفية تدوين الوحي الإلهي الصحيح.

(أ) فالأسماء التي ذُكرت في إنجيل نيقوديموس بدعوى أنها أسماء يهود ليست أسماء يهود، بل هي أسماء يونانية ورومانية وغيرها، مما يدل على كذب هذه الكتب. (ب) وإنجيل نيقوديموس الموجود الآن، ليس باللغة اليونانية (لغة الوحي) بل باللاتينية. (ج) والرسائل المنسوبة إلى بولس الرسول ليس عليها مسحة أقوال الرسول الإلهية، بل هي مجرد تحيات، فافتتحت الرسالة إلى سنيكا بقوله: أتمنى رفاهيتكم وخيركم يا أخي . وخُتمت الرسالة الخامسة إلى سنيكا بقوله: أودعكم في أمان الله أيها الأستاذ الأكرم . وهي منافية لطريقة بولس، بل هي منافية لأسلوب كتابة ذلك العصر، ولم تجر على ألسنة الناس إلا بعد عصر الرسول بولس بجملة مئات من السنين.

(5) نسب إلى الرسل أشياء منافية للتواريخ المقدسة وغيرها، ففي رسالة أبجر الملك اعترف بأن المسيح هو الله، ثم طلب منه الإقامة في مدينته ليتخلص من مكائد اليهود، فهذا تناقض، لأنه إذا اعتقد بأن المسيح هو الله فيكون قادراً على كل شيء. وذكر في المكاتبات التي ادَّعوا حصولها بين بولس وسنيكا أن بولس كان في روما، ثم قال إنه لم يكن فيها، وتشكى من غيابه في الرسالة الخامسة إلى الثامنة. وذكرت في هذه الرسائل أسماء قناصل روما محرَّفة، ومرة قيل إن بولس حذر سنيكا من التفوُّه بالديانة المسيحية أمام نيرون، وهذا منافٍ لما اشتهر به بولس من الغيرة الدينية. وفي إنجيل نيقوديموس قيل إن بيلاطس ذكر تاريخ بني إسرائيل، وفي مكان آخر إنه كان يجهله.

ولا يخفى أن أسماء الأشخاص والبلدان والحكام والأمراء والشعوب المذكورة في كتب العهد الجديد أيدها المؤرخون المعاصرون لها، سواء كانوا من المسيحيين أو من أعدائهم، مما يدل على صحة الإنجيل. ولكن مما يدل على كذب الكتب المفتعلة اشتمالها على أغلاط فاحشة في الأسماء، وروايات كاذبة مباينة لروايات المؤلفين الذين كانوا معاصرين لمؤلفي هذه الكتب الوهمية.

هل تحتاج الأسفار التاريخية إلى إلهام؟
الصفحة
  • عدد الزيارات: 12784
تابعوا وشاركوا في برنامج مسيحي حواري مباشرة على الهواء من راديو نور المغرب، تواصلوا معنا عبر الواتساب أو اتصلوا بالرقم: +212626935457
تعالوا معنا لنستمع إلى شهادات واختبارات لأشخاص آمنوا بالسيد المسيح من كافة أنحاء العالم العربي، وكيف تغيرت حياتهم عندما تقابلوا مع المسيح.
أستمع واقرأ الإنجيل مباشرة عبر موقعنا لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح ومميزة أفكار القلب ونياته.
تعالوا معا نشاهد هنا قصص واقعية لأشخاص إنقلبت حياتهم رأسا على عقب وعبروا من الظلمة إلى النور بعدما تعرفوا على السيد المسيح مخلص العالم.