Skip to main content

إنجيل المسيحيين

سلامة الإنجيل من الناحية الموضوعية - خلو الإنجيل من العادات والعقائد اليهودية والوثنية

الصفحة 3 من 3: خلو الإنجيل من العادات والعقائد اليهودية والوثنية

2 - خلو الإنجيل من العادات والعقائد اليهودية والوثنية:

فإذا نظرنا إلى العقائد والعادات السابقة، لا نرى أثراً لها في الإنجيل، كما يتضح مما يلي:

أ - فهو يعلن أنه لا إله إلا الله، وأنه وحده هو الأزلي، وأنه خالق كل ما عداه، وأن الكواكب تتحرك في أفلاكها حسب النظام الذي وضعه لها، وأن أرواح البشر لم يكن لها وجود قبل أجسادهم، بل أنها تولد معها. وأنها تحيا في العالم ليس بقوة الجبر أو القَدَر، بل بمطلق حريتها وإرادتها. كما أنها لا تنتقل بعد موت أجسادها إلى الحيوانات، بل إلى الهاوية أو إلى الفردوس حسبما يكون إيمانها وعملها.

ب - ويعلن أن الله يتّصف بكل صفات الكمال الإيجابية، وأنه يتّصل بالمؤمنين الحقيقيين اتصالاً مباشراً، وأنه مصدر الخير لهم ولغيرهم من البشر. أما الشر الذي يصيب بعضهم، فهو نتيجة سوء تصرفهم. وأن العبادة تكون للّه وحده، وأنها يمكن أن تكون في أي مكان، لأن الله لا يتحيَّز بحيِّز، ولأنه لا يفضِّل مكاناً على مكان. وأن الطقوس والنظم الدينية مهما كانت جميلة وجذابة في نظر الناس، فهي ليست بذات قيمة أمامه، لأن العبادة التي يرتضيها هي ما كانت بالروح والحق. وأنه لا حاجة لتقديم الذبائح الحيوانية كفارة عن الخطية بعد أن قدَّم المسيح نفسه كفارةً، فوفى كل مطالب عدالة الله وقداسته من جهة المؤمنين الحقيقيين. وأن العبادة إذا كانت فردية، يجب أن تكون في الخفاء، وهكذا يجب أن تكون الصَّدَقَة، حتى تكون كلتاهما للّه دون سواه. والاغتسال الذي يجب أن نقوم به قبل الصلاة، ليس تنظيف بعض أجزاء الجسم بالماء، بل إزالة الأفكار الشريرة من النفس، حتى تتهيأ للاتصال بالله والتمتع به.

ج - ويعلن أن الناس جميعاً سواسية أمام الله، فلا فرق بين أبيض وأسود أمامه. وأن مجرد الانتساب الجسدي إلى نبي من الأنبياء أو رسول من الرسل لا يعود على أحد من ذريته أو تابعيه بخيرٍ ما، لأن المهم هو الانتساب الروحي للّه والسير في سبيله بالإيمان. وأن رجال الدين مهما كانت مكانتهم في العالم، هم خدَّامٌ للمؤمنين وليسوا رؤساء عليهم. كما أنهم إذا كانوا أشراراً يجب نبذهم والتحوُّل عنهم، لأن مكانتهم لا تتوقف على مراكزهم بل على سلوكهم. وأن الدستور الذي يجب أن يسير عليه رجال الدين وغيرهم من الناس هو كلمة الله دون سواها، لأن تقاليد القدماء، وإن كانت تتضمن بعض الفوائد، غير أنها لا تخلو من الخطأ، لأن واضعيها ليسوا معصومين في التعليم أو السلوك. وأن الختان الذي يطلبه الله ليس هو الختان الجسدي بل الختان الروحي، أو بالحري نزع الخطية من القلب تماماً.

د - ويعلن أن الخطية ليست هي فعل الشر فحسب، بل هي مجرد التفكير فيه (أمثال 24: 9) والتفوُّه به (متى 5: 22). كما أنها هي التقصير في عمل الخير (يعقوب 4: 17) والانصراف الذهني عن الله (مزمور 9: 17).

وتقديس يوم في الأسبوع لا يعني الكفّ فيه عن الأعمال الخيرية، بل بالعكس يُراد به التفرُّغ للقيام بهذه الأعمال، بالإضافة إلى عبادة الله وتمجيده. ولا حرج على المؤمنين في يوم الرب من الأكل والشرب وغيرهما من الأعمال الضرورية، التي لا يمكن تأجيلها إلى يوم آخر. وأن المرأة ليست أقل من الرجل ولا الرجل أعظم من المرأة، بل إنهما واحد أمام الله. وأن الطلاق وتعدُّد الزوجات غير جائزين، لأن الله خلق من البدء امرأةً واحدة لرجلٍ واحد، وجعلها لحماً من لحمه وعظماً من عظامه، ولذلك فلا طلاق بينهما إلا لعلة الزنا.

وإذا كان الأمر كذلك، فإنه لم يحدث أي تغيير في الإنجيل، بل إنه باق كما هو، وحي الله الذي يسمو فوق آراء البشر وتصّوُراتهم في كل العصور والبلاد.

الصفحة
  • عدد الزيارات: 7838

راديو نور المغرب

تابعوا وشاركوا في برنامج مسيحي حواري مباشرة على الهواء من راديو نور المغرب، تواصلوا معنا عبر الواتساب أو اتصلوا بالرقم: +212626935457

شهادات صوتية

تعالوا معنا لنستمع إلى شهادات واختبارات لأشخاص آمنوا بالسيد المسيح من كافة أنحاء العالم العربي، وكيف تغيرت حياتهم عندما تقابلوا مع المسيح.

إستمع واقرأ الإنجيل

أستمع واقرأ الإنجيل مباشرة عبر موقعنا لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح ومميزة أفكار القلب ونياته.

شهادات بالفيديو

تعالوا معا نشاهد هنا قصص واقعية لأشخاص إنقلبت حياتهم رأسا على عقب وعبروا من الظلمة إلى النور بعدما تعرفوا على السيد المسيح مخلص العالم.