Skip to main content

الوحي المقدس

شبهات شيطانية حول سفر الرؤيا

الصفحة 1 من 5

الفصل السادس

قال المعترض الغير مؤمن: ذكر روجرز كثيرين من علماء البروتستانت الذين لم يقبلوا رؤيا يوحنا اللاهوتي، وقال إن أسلوب كتابتها لا يدل على أن الرسول يوحنا هو كاتبها .

وللرد نقول بنعمة الله : (1) تمسّك المسيحيون الأولون برؤيا يوحنا، ومع ذلك ففي القرن الثالث شكَّ البعض بسبب بعض الآراء بخصوص مُلك المسيح ألف عام. ومع ذلك فقال العلامة إسحق نيوتن إن الأدلة والبراهين على صحة سفر الرؤيا هي أكثر وأوفر من الأدلة لتأييد أي كتاب من الكتب الإلهية. وقال أحد العلماء: من تتبّع عبارات الرؤيا جزم أنها وحي إلهي، وأنها بمنزلة تتمَّة لنبوات دانيال .

(2) ولنورد بعض أدلة خارجية تؤيد صحة نسبة هذا السفر إلى الرسول، فنقول: هناك شهادات من علماء القرن الأول، منهم أغناطيوس (107م) استشهد في مؤلفاته بثلاث آيات من هذا الكتاب. وفي سنة 108م اقتبس بوليكاربوس عبارات منها في رسالته التي وصلت إلينا. وعند نواله الشهادة ودنوّ النار منه صلى بما ورد في 11: 17 منها. وكذلك تمسك بها بابياس (116م).

أما شهادات علماء القرن الثاني فهي أن جستن الشهيد (140م) كان متمسكاً بها، وكتب جيروم شروحاً وتفاسير عليها، وماليتو أسقف ساردس (177م) ألّف تفسيراً عليها. وكثيراً ما قال إيريناوس أسقف ليون في فرنسا (178م) في مؤلفاته إن سفر الرؤيا هو ليوحنا تلميذ الرب، واتفق هذا الفاضل مع بوليكاربوس.

ومن شهادات علماء القرن الثالث شهادات هيبوليتوس (220م) فإنه ألف كتابين دفاعاً عن سفر الرؤيا، وكثيراً ما استشهد بها أوريجانوس (230م) في مؤلفاته، وقال إنها كتابة يوحنا الرسول. وفي القرن الرابع كانت الكنائس اللاتينية بدون استثناء تتعبد بتلاوتها في المعابد، وشهد جيروم الذي كان مشهوراً بالتحقيق والتدقيق في ذلك العصر أنها وحي إلهي، وحذا حذوه علماء الكنيسة الغربية والكنيسة اليونانية والكنيسة السورية. والحاصل أن جميع المسيحيين وأئمتهم اعتقدوا بأن الرؤيا وحي، وأن كاتبها هو يوحنا الرسول، وذلك بالسند المتصل من القرن الأول إلى القرن الرابع. ومن بعد هذا القرن كانت الكنائس المسيحية تأسست في أنحاء الدنيا، حتى بلغت الكتب الإلهية مبلغ التواتر.

(3) ولنتكلم قليلاً على الأدلة الداخلية، فنقول إن سفر الرؤيا يطابق باقي الكتب الإلهية في تعاليمه. ثم إن رفعة معانيه واستعاراته هي من البراهين على أنه وحي، ففي كلمة الله يُنظر إلى سمو المعنى بصرف النظر عن زخرفة الألفاظ اللغوية، فإن العلماء الراسخين لا يلتفتون إلى زخرفة الكلام، بل يطلبون براهين داخلية على صدق الوحي، كالمعجزات الباهرة وتحقيق النبوات بالحوادث الماضية والحاضرة والمستقبلة، ويأخذون في التنقيب ليعرفوا إنْ كانت تعاليم النبي تناقض الكتب الإلهية التي عندهم أم لا. وعلى هذا نظروا في رؤيا يوحنا اللاهوتي فوجدوا أن الشروط اللازمة لصدق الوحي متوفرة فيها، فجزموا بأنها وحي إلهي.

وأسلوب الرؤيا يطابق أسلوب إنجيل يوحنا ورسائله. وأوضح بعض العلماء أوجه المشابهة في أسلوب التركيب وفي العبارات فوجدوها عظيمة، فلو لم يكتبها يوحنا لما وُجدت هذه المطابقة.

(4) وكان أول من اعترض على كتاب الرؤيا ديونسيوس الإسكندري، الذي قال إن كاتبها شخص اسمه يوحنا، أحد مشايخ كنيسة أفسس. ولنورد اعتراضاته ونرد عليها:

(أ) قال: لم يذكر يوحنا الرسول اسمه في إنجيله ولا في رسائله، مع أنه في الرؤيا ذكر اسمه.

وللرد نقول بنعمة الله : مع أن الرسل لم يذكروا أسماءهم في الأناجيل، ولم يذكر الرسول بولس اسمه في العبرانيين، إلا أن الإجماع والتواتر هما من الأدلة القوية على صحة نسبتها إليهم. ومع أن يوحنا لم يذكر اسمه في إنجيله، إلا أنه وصف نفسه بالأوصاف المميزة له، الدالة على أنه هو يوحنا. أما سبب عدم ذكر اسمه في رسائله فهو أن الأشخاص الذين أرسل إليهم هذه الرسائل كانوا يعرفون مصدرها وكاتبها. ثم بما أن الرؤيا تشتمل على نبوات عن أمور مستقبلة ذكر اسمه لتأكيد الرؤيا وأنه لابد من حصولها.

(ب) قال: مع أن كاتب الرؤيا قال إنه يوحنا، لكنه لم يردف اسمه بلفظة الرسول.

وللرد نقول بنعمة الله : بما أنه كتب الرؤيا من جزيرة بطمس إلى السبع الكنائس، فلابد أن هذه الكنائس كانت تعرفه. فإنه كان في ضيق بسبب كلمة الله وشهادة يسوع المسيح، والكنائس كانت تعرف أنه نُفي إلى تلك الجزيرة حيث قاسى الاضطهاد بسبب كلمة الله. فلا لزوم إذن إلى زيادة الإيضاح والتباهي والافتخار. فلو كان كاتبها أسقفاً أو شيخاً في الكنيسة لوجب عليه أن يصرّح بلقبه وكنيته واسم كنيسته. أما الرسول يوحنا فلا يحتاج إلى هذا التعريف.

قال: لم يرد في الرؤيا ذكرٌ لرسائله السابقة
الصفحة
  • عدد الزيارات: 14911

راديو نور المغرب

تابعوا وشاركوا في برنامج مسيحي حواري مباشرة على الهواء من راديو نور المغرب، تواصلوا معنا عبر الواتساب أو اتصلوا بالرقم: +212626935457

شهادات صوتية

تعالوا معنا لنستمع إلى شهادات واختبارات لأشخاص آمنوا بالسيد المسيح من كافة أنحاء العالم العربي، وكيف تغيرت حياتهم عندما تقابلوا مع المسيح.

إستمع واقرأ الإنجيل

أستمع واقرأ الإنجيل مباشرة عبر موقعنا لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح ومميزة أفكار القلب ونياته.

شهادات بالفيديو

تعالوا معا نشاهد هنا قصص واقعية لأشخاص إنقلبت حياتهم رأسا على عقب وعبروا من الظلمة إلى النور بعدما تعرفوا على السيد المسيح مخلص العالم.