Skip to main content

كيف تخلص أيها الإنسان

بيان مختصر لمشتملات التوراة - يوجد أسفار أخرى تشتمل على تعليمات في تمييز ما هو مقبول عند الله

الصفحة 3 من 4: يوجد أسفار أخرى تشتمل على تعليمات في تمييز ما هو مقبول عند الله

وعدا الأسفار التي ذكرناها في بيان تاريخ إسرائيل حسبما تقدم
يوجد أسفار أخرى تشتمل على تعليمات في تمييز ما هو مقبول عند الله، كما تشتمل على صلوات وتسابيح وشكر لله العلي العظيم، ونبوات عن حوادث المستقبل تم منها إلى اليوم عدد كبير. ومن هذه الأسفار سفر أيوب والمزامير والأمثال وأشعياء وارميا وحزقيال ودانيال والأسفار الاثني عشر الصغيرة، وكلٌّ هؤلاء الأنبياء، ولو أنه كتب سفره لأهل عصره من بني إسرائيل محذراً ومعلّماً، إلا أنه من الجهة الأخرى قصد إعداد العصور المستقبلة لقبول مخلص العالم الذي نبّه الله عن مجيئه بواسطة إبراهيمَ خليله وإسحاق ويعقوب وموسى.
فمن هذه الأسفار كان من الممكن لخائفي الله وأتقيائه من بني إسرائيل أن يعرفوا النقط الرئيسية في وصف المخلّص، مثل أن يعرفوا وقت مجيئه، والبلدة التي يولد فيها، ونسبه وسبطه، وأخلاقه، ولاهوته، وأعمال رحمته وإحسانه، والآلام التي كانت تنتظره في سبيل خلاص العالم من اتضاع وهوان وآلام وصلب وموت وقبر، وأنه سيقوم بدون أن يلحق جسده فساد، وأن يعرفوا طبيعة ذلك الخلاص العظيم الذي جاء ليهبه للعالم.
هذا واعلم أن الأسفار المقدسة من أولها إلى آخرها وحدانية الله، وجوهر إيمان اليهود قائم على هذه الآية الذهبية "إِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ
الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِد"ٌ (تثنية 6 :4) وأيد المسيح هذا الإيمان وأنزله المنزلة الأولى (مرقس 12 :29) إلا أنه لأجل استثمار هذه العقيدة الجوهرية وتشخيصها في أعمالنا وسيرتنا اليومية اقتضت الضرورة أن يعلن الله نفسه للجنس البشري بحالة يمكن معها أن يكون معروفاً ومحبوباً. وإلا فمجرد معرفة وحدانية الله لا تقدم ولا تؤخر في حياة الفضيلة، ولا تختلف عن عقائد بعضهم بوحدة الوجود، وكما أن إبليس يعرف أن الله واحد - وهو أخبث من بني آدم – وهو يوحده لكن لا يحبه (يعقوب 2 :19).
وعلى ما تقدم وتحقيقاً لنبوات الكتاب عندما آن الأوان جاء من هو وحده كلمة الله (يوحنا 1 :1) ليعلن الله لنا ويهب حياة أبدية لكل من يؤمن به إيماناً حقيقياً على وفق نطقه الكريم (يوحنا 17 :3).
غير أن جمهور اليهود عثروا في المسيح عند مجيئه لأنهم كانوا قوماً عالميين في أذهانهم وميولهم، فلم تكن تهمهم مسألة الخلاص من الخطية، بل حصروا اهتمامهم وهوى قلوبهم في مخلّص يخلصهم من نير السلطة الرومانية. ولم يهمهم أن يكونوا أغنياء في الإيمان وسلام الله، بل أن يكونوا حكاماً وولاة يسودون على البلاد والعباد ويغنمون الغنائم ويملأون الخزائن ذهباً وفضة أسوة بدولة الرومان والفرس. ومن كانت هذه مطامعهم وآمالهم فلا عجب أن تغمض أبصارهم وتعمى قلوبهم عن نبوات الأنبياء الصريحة المشيرة إلى المسيح كمخلّص من الخطية، يأتي إلى الأرض مجرداً من زخارف العالم، خالياً من أبهة الملك وجلال السلطان، محتقراً مخذولاً من الناس، ولا يصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوته، ولكنه يعصب القلوب المنكسرة ويعتق أسرى إبليس والخطية.
فلم يمنع الناس في الماضي والحاضر عن قبول المسيح عدم الدليل ولا غموض النبوات عن الإشارة إليه، بل تمنعهم محبة العالم وخلوهم من محبة الله والديانة الروحية، أما ذوو العقول الروحية بين اليهود فقد عرفوا وآمنوا به وتبعوه، وبعد صعوده إلى السماء تفرقوا في أطراف المسكونة يذيعون بين الأمم أخبار مخلّصهم المحبوب كما أمرهم.
وكتب الإنجيل رسل المسيح (الحورايون) وتلاميذهم بإلهام الروح القدس الذي وعد المسيح أن يرسله بعد صعوده. ويتضمن الإنجيل أخباراً عن تعليم المسيح ومعجزاته تحقيقاً لنبوات العهد القديم بشأن المسيا المنتظر، ويتضمن شرح طريق الخلاص بما مضمونه أن المسيح مات على الصليب ليقدم
نفسه كفارة عن خطايا العالم، وأنه قام في اليوم الثالث ومكث على الأرض بعد قيامته أربعين يوماً يتردد في غضونها على تلاميذه يعلّمهم ويشرح لهم الكتب، ويمكّنهم من مشاهدته ولمسه ليشهدوا للعالم عنه شهادة عين. وفي ختام المدة أعطاهم مهمة الرسالة التبشيرية إلى كل الخليقة في كل الأرض، وأمرهم قبل الشروع في الخدمة أن يمكثوا في أورشليم حتى يلبسوا قوة من الأعالي، بمعنى أن يحل عليهم الروح القدس ليقويهم ويذكرهم ويلهب قلوبهم شوقاً وغيرة ليشهدوا عنه إلى أقصى الأرض. ثم صعد إلى السماء أمام عيونهم تاركاً لهم الوعد برجوعه ثانية، وظلوا يودعونه بأبصارهم حتى حجبه عنهم سحاب السماء، وعند ذلك ظهر لهم ملاكان من السماء أخبراهم أنه سيأتي هكذا كما رأوه منطلقاً إلى السماء، بحسب ما سبق ووعدهم به (يوحنا 14 :3) وأعمال (1 :9-11).
واعلم أن كثيراً من أقوال المسيح وأعماله في زمن حياته على الأرض، ولما صعد إلى السماء أخذوا يبشرون بالإنجيل شفاهياً ثم كتبوه فيما بعد في أربع بشائر معنونة هكذا إنجيل المسيح كما كتبه متى وكما كتبه مرقس ولوقا ويوحنا. وتمت كتابة هذه البشائر قبل ختام القرن الأول للميلاد، ومن بين البشيرين الأربعة رسولان هما متى ويوحنا أما مرقس فهو تلميذ بطرس الرسول، وكتب إنجيل المسيح كما أخذه عن معلمه وعن آخرين، ونجد في بشارته فصولاً يجب أن تكون قد كُتبت قبل صعود المسيح، وأما لوقا فهو زميل وتلميذ بولس الرسول، كتب في بشارته الأمور المتيقنة، لا عند واحد بل عند كثيرين من الذين عاينوا الوقائع والأخبار التي كتبها (لوقا 1 :1-4).
ولنا في رسالتي بطرس ورسالة يعقوب ويهوذا الحقائق التي دونها التلاميذ عن المسيح، وكذا كتب يوحنا أعز صديق وأحب تلميذ للمسيح ثلاث رسائل، وكتب بولس جملة رسائل منها رسالتي تسالونيكي كتبهما أولاً حوالي السنة الثانية والثالثة والعشرين بعد الصعود يشرح فيهما طريق الخلاص بيسوع المسيح وماذا يترتب على الدعوة المقدسة من واجبات لله، وورد في الرسالة الأولى لأهل كورنثوس 15 :3 و4 ما اقتبسه المسيحيون الأولون في أقدم صيغة من قانون إيمانهم "أَنَّ المَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الكُتُبِ، وَأَنَّهُ دُفِنَ،وَأَنَّهُ قَامَ فِي اليَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الكُتُب"ِ ومن هنا يتبين لنا أ ن أقدم المسيحيين اعتقدوا أن جوهر الكتب، أي أسفار العهد القديم والجديد، إنما هي الكفارة التي قدمها المسيح عن خطايانا
بموته على الصليب، وقبول تلك الكفارة عند الله بدليل أنه أقامه من الأموات. ومن جملة أسفار العهد الجديد سفر أعمال الرسل، وفيه خبر حلول الروح القدس وهو (الباراكليت) بعد الصعود بعشرة أيام وكيفية شروع الرسل في تبشير الأمم. وفي الرسالة إلى العبرانيين شرح للعلاقة بين شريعة موسى وإنجيل المسيح. وسفر الرؤيا ويتضمن نبوة الجهاد الذي سيقع بين الكنيسة والعالم وانتصار الكنيسة أخيراً. وفي أصحاح 9 منه مسائل يهم المسلمين الاطلاع عليها، ويشرح هذا السفر لنا كثيراً من الوسائل التي يتخذها الشيطان لتجريب المسيحيين وتعذيبهم بهدف أن يفصلهم عن مخلّصهم. وأهم هذه الوسائل ظهور المسيح الدجال الذي يبذل عنايته في مقاومة الخلاص الذي بالنعمة، أما المسيحيون الحقيقيون فيخرجون من أتون التجارب كالذهب الممحص، وآخر الكل يأتي المسيح على سحاب السماء بقوة ومجد عظيم ليؤسس في الأرض الجديدة والسماء الجديدة ملكوته الدائم "وَلَنْ يَدْخُلَهَا شَيْءٌ دَنِسٌ وَلَا مَا يَصْنَعُ رَجِساً وَكَذِباً،إِلَّا المَكْتُوبِينَ فِي سِفْرِ حَيَاةِ الحَمَل"ِ (رؤيا 21 :27).

تتفق أسفار العهد الجديد مع أسفار العهد القديم في تعيين طريق الخلاص
الصفحة
  • عدد الزيارات: 11355

راديو نور المغرب

تابعوا وشاركوا في برنامج مسيحي حواري مباشرة على الهواء من راديو نور المغرب، تواصلوا معنا عبر الواتساب أو اتصلوا بالرقم: +212626935457

شهادات صوتية

تعالوا معنا لنستمع إلى شهادات واختبارات لأشخاص آمنوا بالسيد المسيح من كافة أنحاء العالم العربي، وكيف تغيرت حياتهم عندما تقابلوا مع المسيح.

إستمع واقرأ الإنجيل

أستمع واقرأ الإنجيل مباشرة عبر موقعنا لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح ومميزة أفكار القلب ونياته.

شهادات بالفيديو

تعالوا معا نشاهد هنا قصص واقعية لأشخاص إنقلبت حياتهم رأسا على عقب وعبروا من الظلمة إلى النور بعدما تعرفوا على السيد المسيح مخلص العالم.