Skip to main content

كيف تخلص أيها الإنسان

حياة المسيحي وسلوكه - المسيحي الحقيقي يعلم أنه خُلق لخدمة الله

الصفحة 3 من 4: المسيحي الحقيقي يعلم أنه خُلق لخدمة الله

المسيحي الحقيقي يعلم أنه خُلق لخدمة الله، وأنه اشتُري بثمن عظيم بدم كريم دم المسيح (1كو 6 :20 و7 :23) وأن جسده هيكل لروح الله القدوس بسبب إيمانه بالمسيح (1كو 3 :16 و17 و6 :19) فيأخذ كل حذره حتى لا يدنس ذاته نفساً وروحاً وجسداً بالاستسلام للشهوات الجسدية، ويجاهد بنعمة الله أن يحفظ نفسه طاهراً بلا عيب ولا دنس حتى يحيا بالقداسة (2كو 7 :1 وأف 5 :4 ويع 1 :21) ولا يرفض أطعمة

قد خلقها الله لتُتناول بالشكر من المؤمنين وعارفي الحق، لأنه منذ تأسيس العهد الجديد أباح الله كل أنواع الأطعمة. وإذ قد استنار ذهنه يحقق وصية سيده : كل ما يدخل الفم لا ينجس الإنسان، بل ينجسه الذي يخرج منه لأنه يصدر عن القلب مثل الأفكار الشريرة والزنى والفسق والقتل (مر 7 :14-23) وإن كان الطعام مباحاً بأصنافه إلا أن الشَّره والتبذير للمسيحي غير مباحان (1كو 10 :31 قابل رو 14 :20 و21 و1تي 4 :4 و5) مثل المسكرات والخمور (لو 21 :34 ورو 13 :13 و1كو 5 :1 و6 :10 وغل 5 :1 وأف 5 :18) وكذا التنعمات الرديئة.
المسيحي الحقيقي يُعرض عن كل كلمة وعمل غير لائق ويسعى جهده في مرضاة الله (مت 16 :24 ورو 6 :11-23 و1كو 6 :12-20 و1تس 4 :3-8 و1بط 1 :22) متقدماً في النعمة وفي معرفة الله بيسوع المسيح ربنا (2بط 3 :18) عالماً أن هذا فقط هو الذخر الباقي والكنز الدائم بخلاف ثروة هذا الدهر ومجده وعظمته التي يطلبها ويجدّ في أثرها أهل الغرور، لأن مصيرها للزوال والتلف (مت 16 :26 وأف 1 :15 و2 :2وفي 3 :7-16).
ومهما تكن أشغاله أو مصلحته يدأب على عمله بأمانة وإتقان حتى يسرّ قلب خالقه وفاديه ويمجد اسمه القدوس، محاذراً من الإهمال والكسل آكلاً خبزه بعرق جبينه، وحسب طاقته يجتنب الديون، معتبراً أن كل ما ملكت يده فللرب إلهه، يتصرف فيه على وفق مشيئته في وجوه الخير والإحسان (مت 25 :14-30 ولو 19 :12-27 وكو 3 :23 و24 و1تس 4 :11 و12 و2تس 3 :10) وكل ما ازداد في خدمة المسيح بإخلاص واتسعت مداركه في معرفة شخصه العجيب وعظمت محبته له، بحيث لا يفصله عنه أية شدة واضطهاد (رو 8 :35-39) وعلى مدى الأيام يكثر تشبهه واقتداؤه بالمسيح غير مكتف بما هو دون صلاحه وقداسته الكاملة (2كو 3 :18 و1بط 2 :9). وإذا تصالح مع الله صارت إرادته على وفق إرادة أبيه السماوي، ويفيض قلبه بفرح مقدس لا يُنطق به ومجيد بالرغم من تجارب الحياة وآلامها التي تكتنفه، وفرحه هنا عربون لفرحه الدائم في السماء. وما ذكرناه قليل من كثير من نتائج الإيمان بالمسيح في قلب المؤمن، به يتقدم بشجاعة لإتمام واجباته في ملء الرجاء قائلاً ما قال بولس الرسول "أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي المَسِيحِ الذِي يُقَوِّينِي" (في 4 :13).
ومما يجب التنبيه إليه أن المسيحي في هذه الحياة الدنيا، وإن صلحت أخلاقه إلى الحد الذي ذكرناه، إلا أنه يزال غير كامل وعرضة لتجارب العالم والجسد وإبليس، وعليه أن يحارب هؤلاء الأعداء

ويغلبهم حتى الموت. وأن إبليس مع شدة قوته لا يستطيع أن ينتصر على المؤمن الواثق بالمسيح إلا أن للمؤمن جسداً تحت الآلام كسائر الناس، لكنه يتذكر مرافقة المسيح له ذاك الذي حمل أحزاننا وتحمل أوجاعنا (إش 53 :3-5) وأنه يمكث معه كل الأيام (مت 28 :20) فتنمو فيه روح الشجاعة والقوة، ويقابل بالصبر الجميل كل ما يسمح به الله أن يجري عليه من صنوف التجارب والبلايا، منتظراً وطناً أفضل بعد القبر (2كو 5 :1-9 وفي 1 :23) راجياً قيامة ابتهاج ومجد عندما يأتي المسيح ثانياً بالقوة والسلطان وقد خضع أعداؤه تحت قدميه (يو 5 :21-29 و6 :40 و1كو 15 وفي 3 :21).
وفي العالم الآتي يعرف المسيحيون الحقيقيون الله كما هو، ويرون مجده وجهاً لوجه، ويسكنون مع المسيح إلى الأبد (مت 5 :8 و1كو 2 :9 و13 :12 ورؤ 22 :3 و4) حينئذ يكملون في القداسة وينالون العصمة من الخطية ويرثون من الفرح والسعادة ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على بال إنسان، يسكنون في نور إحسان الله وبركاته. وكلما جال في قلوبهم هذا الخاطر وهم في الحياة الدنيا وتذكروا نعمة الله المخلِّصة لجميع الناس المؤدية إلى طهارة السيرة والحياة الأبدية، سبَّحوا الله مع رسول الأمم قائلين: "يَا لَعُمْقِ غِنَى اللّهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الفَحْصِ وَطُرُقَهُ عَنِ الاسْتِقْصَاءِ! لِأَنْ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ، أَوْ مَنْ صَارَ لَهُ مُشِيراً؟ أَوْ مَنْ سَبَقَ فَأَعْطَاهُ فَيُكَافَأَ؟ .لِأَنَّ مِنْهُ وَبِهِ وَلَهُ كُلَّ الأَشْيَاءِ. لَهُ المَجْدُ إِلَى الأَبَدِ. آمِين"َ (رو 11 :33-36).
إلى هنا شرحنا ووصفنا كيف يجب على المسيحي أن يكون إذا أطاع وصايا الإنجيل، غير أن إخواننا المسلمين كثيراً ما يغمضون عيونهم عن أخلاق المسيحيين الحقيقيين، ويحتجّون علينا بأخلاق من يلاقونهم من كَفرة الإفرنج محاولين أن يقيموا الحجة والبرهان على أن أثمار الديانة المسيحية لا تختلف عن الأديان الأخرى لأن أصحابها أشرار محبون لذواتهم عالميون فجار. ولو أنهم تأملوا بإمعان لتحققوا أنهم مخطئون في تقريرهم، لأن كثيراً من الإفرنج لم يدّعوا قط أنهم مسيحيون، والقول إن كلمة نصراني وغربي مترادفتان هو خطأ محض. عدا ذلك فإن كثيرين يدَّعون أنهم مسيحيون وهم ليسوا من المسيحية في شيء سوى الاسم والصورة الظاهرة، ولكن ليس الظاهر كالباطن، وإلا لم يكن على الأرض مراءون ومنافقون!

يُعرف المسيحي الحقيقي بسلوكه وطاعته لناموس المسيح
الصفحة
  • عدد الزيارات: 13321

راديو نور المغرب

تابعوا وشاركوا في برنامج مسيحي حواري مباشرة على الهواء من راديو نور المغرب، تواصلوا معنا عبر الواتساب أو اتصلوا بالرقم: +212626935457

شهادات صوتية

تعالوا معنا لنستمع إلى شهادات واختبارات لأشخاص آمنوا بالسيد المسيح من كافة أنحاء العالم العربي، وكيف تغيرت حياتهم عندما تقابلوا مع المسيح.

إستمع واقرأ الإنجيل

أستمع واقرأ الإنجيل مباشرة عبر موقعنا لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح ومميزة أفكار القلب ونياته.

شهادات بالفيديو

تعالوا معا نشاهد هنا قصص واقعية لأشخاص إنقلبت حياتهم رأسا على عقب وعبروا من الظلمة إلى النور بعدما تعرفوا على السيد المسيح مخلص العالم.