السؤال الرابع - المسيح في التاريخ
المسيح في التاريخ
وفي أسفار العهد الجديد نرى أمامنا رسول الناصرة يذيع عصراً جديداً، ودينونة رهيبة، وشريعة مُنزلة، والداعية العظيم المنادي بملكوت الله. وكان هو نقطة الارتكاز في ذلك الملكوت. والخصم القوي للفريسيين والمرائين ومحترفي الدين، والمعلّم الذي التفّ حوله تلاميذه ليكونوا نواة كنيسة الله الحقيقية الوارثة لملكوت البر. والإنسان الذي يعلّم بسلطان، والرب الذي يغفر الخطايا، والشافي الذي يبرئ الأوجاع والحي الذي يقيم الأموات.
هذا هو يسوع الإنجيل الذي يؤمن به المسيحيون. وهو شخصية تاريخية، وفي نفس الوقت هو كلمة الله وصورة الله غير المنظور، الذي صار جسداً وتمثَّل بشراً سوياً، شخصية إنسانية كاملة للقيام بعمل الفداء.
إن حق المسيح حق هائل لا يفهمه إلا الإنسان المولود من الله، وهو حكمة الله التي أُخفيت عن حكماء هذا الدهر وأُعلنت للأطفال. وقد تحدى الإنجيل الكريم أبناء الإنسانية في كل جيل وعصر وما فتئ يتحداهم بهذا السؤال: ماذا تظنون في المسيح، وقد أجابت عنه كلمة الوحي بفم بولس: عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللّ هُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ 1تيموثاوس 3:16 إلا أن جواب الرسول المغبوط الصادق يتطلب من الفرد إيماناً يصدق حتى دون أن يرى. وهذا الإيمان ليس من الفرد بل منحة من الله. والذين يرون بالإيمان في الإنسان يسوع المسيح، الذي فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللّ هِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللّ هَ يوحنا 1:1 يصدق عليهم قول المسيح لبطرس: إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ، ل كِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ متى 16:17 وقديماً قال رسول الأمم بولس: لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَقُولَ: يَسُوعُ رَبٌّ إِلَّا بِا لرُّوحِ الْقُدُسِ 1كورنثوس 12:3.
- عدد الزيارات: 7748