Skip to main content

لا إله إلا الله

وحدانية الله الجامعة

الصفحة 1 من 6

في اختبار المسيحيين الحقيقيين

المسيحيون صنفان.. صنف ورث المسيحيّة عن آبائه لكنه لم يختبر حلول المسيح الحي في قلبه.. هذا الصنف هو أغلبية المسيحيين العائشين على الأرض.. ويطلق عليهم اسم المسيحيين الاسميين بمعنى أنهم مسيحيون اسماً لا حقيقة.. وهؤلاء المسيحيون يسكرون، ويعربدون، ويفعلون كل شر، وهم بتصرفاتهم يسيئون إلى المسيح والمسيحيّة، وينطبق عليهم ما قاله بولس الرسول لليهود في رسالته إلى أهل رومية لِأَنَّ اسْمَ اللّهِ يُجَدَّفُ عَلَيْهِ بِسَبَبِكُمْ بَيْنَ الْأُمَمِ * رومية 2: 24 . وقد أعثروا الكثيرين من المسلمين، إذ ظن هؤلاء أن المسيحية تتجسد في تصرفات هؤلاء المسيحيين الاسميين.

أما الصنف الثاني وهو الأقلية، فهم المسيحيون الحقيقيون وهؤلاء صاروا مسيحيين بالاختبار لا بالوراثة، إن الواحد منهم قبل المسيح مخلصاً لنفسه. وعرف أن في دم صليبه كل الكفاية لغفران خطاياه، وتنطبق عليهم كلمات يوحنا الرسول:

وَأَمَّا كُلُّ الذِينَ قَبِلُوهُ * أي قبلوا المسيح مخلصاً شخصياً لهم * فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلَادَ اللّهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ. اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلَا مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلَا مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ، بَلْ مِنَ اللّهِ * يوحنا 1: 12 و13 .

رسل المسيح كانوا من هذا الصنف، دخل المسيح قلوبهم، وغيّر حياتهم، وشهدوا بكلمات صريحة بأن يسوع المسيح هو ابن الله، وأنه الابن الأزلي الذي تجسد في صورة إنسان، ومات على الصليب، ودُفن وقام بعد ثلاثة أيام، وأعلنوا بكلمات لا غموض فيها إيمانهم بوحدانية الله الجامعة لثالوثه العظيم.

نسجل أولاً شهادة الحواري بطرس الرسول، فعندما سأل المسيح تلاميذه:

وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟ فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابنُ اللّهِ الْحَيّ * متى 16: 15 و16 .

والشهادة بأن المسيح يسوع هو ابن الله، شهادة بأبوة الآب له، ولأن أبوة الله أزلية، فبنوة المسيح أزلية، والذي أعلن حقيقة بنوة المسيح لبطرس هو الروح القدس إذ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَقُولَ: يَسُوعُ رَبٌّ إِلَّا بِا لرُّوحِ الْقُدُسِ * 1 كورنثوس 12: 3 .

ثم تأتي شهادة توما الرسول.. قال التلاميذ الآخرون لتوما بعد أن ظهر يسوع المسيح لهم بعد قيامته:

قَدْ رَأَيْنَا الرَّبَّ * يوحنا 20: 25 .

فَقَالَ لَهُمْ: إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ، لَا أُومِنْ * يوحنا 20: 25 .

وَبَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَانَ تَلَامِيذُهُ أَيْضاً دَاخِلاً وَتُومَا مَعَهُمْ. فَجَاءَ يَسُوعُ وَالأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ، وَوَقَفَ فِي الْوَسَطِ وَقَالَ: سَلَامٌ لَكُمْ . ثُمَّ قَالَ لِتُومَا: هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلَا تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِناً . أَجَابَ تُومَا: رَبِّي وَإِلهِي قَالَ لَهُ يَسُوعُ: لِأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا * يوحنا 20: 26-29 .

إذا ذكرنا أن توما كان يهودياً، وأنه عرف جيداً وصية التوراة القائلة:

اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِل هُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ * تثينة 6: 4 .

استطعنا أن نرى أن شهادته بأن المسيح هو ربه وإلهه تعلن عن إيمانه بوحدانية الله الجامعة.. ذلك أن توما عرف من نصوص العهد القديم أن الفادي لا بد أن يكون الله:

فَادِينَا رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ. قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ * إشعياء 47: 4 .

الرَّبُّ فَادِي نُفُوسِ عَبِيدِهِ، وَكُلُّ مَنِ اتَّكَلَ عَلَيْهِ لَا يُعَاقَبُ * مزمور 34: 22 .

لهذا هتف توما وهو يرى يسوع المسيح الذي قام من الأموات، بعد أن رأى أثر المسامير في يديه وتحسس أثر الحربة في جنبه قائلاً له:

رَبِّي وَإِل هِي * يوحنا 20: 28 .

ولم يردعه المسيح.. لم يقل له: أنا لست الرب الإله. بل قال له لأنك رأيتني يا توما آمنت. طوبى للذين آمنوا ولم يروا وبهذه الكلمات صدّق المسيح على شهادة توما لشخصه الكريم.

شهادة جماعة رسل المسيح
الصفحة
  • عدد الزيارات: 16626
إحصل على نسختك المجانية من الإنجيل المقدس يصل إلى عنوانك البريدي أو بواسطة صديق.
شاهد فيلم المسيح بلهجتك الخاصة متوفر بعدة لهجات من مختلف الدول العربية مثل اللهجة الجزائرية والتونسية والمصرية وغيرها.
إلى زوارنا في البلاد العربية بامكانكم الإتصال بأحد مرشدينا مباشرة من الساعة التاسعة صباحا حتى الثالثة مساء بتوقيت مصر.
سلسلة قصص درامية باللغة العربية عن أنبياء الله في العهد القديم تبدأ من قصة آدم وحواء حتى قصة الملك داود.