فلا بد أن يكون خالياً من الخطأ - المتشدّدون يشهدون لكماله
4 - المتشدّدون يشهدون لكماله:
يقول روسو: عندما يصف أفلاطون الإنسان الخيالي الكامل، الذي يتحمَّل عقاب الذنوب كلها، لكنه يستحق أفضل جوائز الفضيلة، فإنه يصف بالضبط شخصية يسوع المسيح (6).
ويقول الكاتب المشهور جون ستيوارت ميل: مَنْ من بين تلاميذه أو الذين آمنوا به كان يستطيع أن يقول كلمات مثل التي قالها يسوع، أو كان يقدر أن يتخيَّل حياةً تشابه تلك الحياة التي تحدَّثت عنها الأناجيل؟ (6).
ويقول رالف والدو إمرسون: يسوع أعظم كمالاً من كل الناس الذين ظهروا في العالم (22).
ويقول المؤرخ وليم ليكي: إنه ليس فقط النموذج الأسمى للفضيلة، لكنه أقوى باعث على ممارستها (23).
وحتى دافيد ستراوس أشد من هاجم ما هو معجزي في الأناجيل، والذي حاول - أكثر من أي كاتب آخر - أن يحطم الإيمان بالمسيح - حتى ستراوس هذا، بكل قواه العقلية الفذة وطاقاته الذهنية التي سخَّرها جميعاً في نقد الكتاب المقدس والإِنكار الكلي لكل ما هو معجزي، اضطر في أواخر حياته أن يعترف بأن في المسيح الكمال الأخلاقي، وقال: هذا المسيح شخص تاريخي وليس أسطورياً، وهو شخص وليس مجرد رمز.. أنه يظل على الدوام أعلى نموذج للدِّين يمكن أن يصل إليه فكرنا، ولا يمكن أن يصل إنسان إلى التقوى بدون حضوره في القلب (6).
وختاماً نقتبس قول برنارد رام: إن ما نتوقع أن نراه في اللّه متجسداً، هو الكمال الخالي من الخطية، والخلو المطلق من الخطية، وهذا ما نجده في يسوع المسيح حقيقة جلية .
- عدد الزيارات: 12462