Skip to main content

ثقتي في التوراة والإنجيل المقدس

الكتاب الفريد - فريد في بقائه

الصفحة 5 من 7: فريد في بقائه

 

رابعاً - فريد في بقائه:

1 - بقي خلال الزمن. لقد كُتب على مواد قابلة للفناء ـ طالع بداية الفصل القادم ـ ، وكان يجب أن يُنقل بخط اليد على مدى المئات من السنين قبل اختراع المطابع، ولكن هذا لم ينقص من أسلوبه أو صحته أو بقائه. وتوجد اليوم مخطوطات قديمة من الكتاب المقدس تزيد عن المخطوطات الموجودة لعشرة كتب من الروائع القديمة مجتمعة معاً ـ طالع الفصل الرابع ـ . وقال أحد الكتَّاب: هناك ثمانية آلاف مخطوطة للفولجاتا اللاتينية، وعلى الأقل ألف مخطوطة من ترجمات أخرى. وهناك أربعة آلاف مخطوطة باليونانية و 13 ألف مخطوطة لأجزاء من العهد الجديد. فضلاً عن أجزاء بكاملها من العهد الجديد يمكن تجميعها من الاقتباسات المأخوذة عن كتابات المسيحيين الأولين ـ 7 ـ . ولو أننا نظرنا باستخفاف إلى هذا السيل من المخطوطات القديمة لتركنا الكتابات الكلاسيكية القديمة كلها تضيع هباء.

قال أحد الدارسين: حافظ اليهود على مخطوطات الكتاب كما لم يحدث مع أي مخطوطة أخرى. لقد حافظوا على شكل وعدد كل حرف ومقطع وكلمة وفقرة. وكانت عندهم طبقة خاصة من الناس متخصّصون في نسخ هذه المخطوطات بكل أمانة ودقة، هم جماعة الكتبة . فأي شخص أحصى حروف ومقاطع وكلمات كتابات أفلاطون أو أرسطو أو شيشرون أو سنيكا،. أما في العهد الجديد فعندنا 13 ألف مخطوطة كاملة أو ناقصة، باليونانية وبلغات أخرى. ولم يحدث لأي عمل قديم أن لقي هذا الاهتمام أو الحفظ ـ 8 ـ .

في مقال لمجلة نورث أمريكان ريفيو نشر أحدهم مقارنة ممتعة بين كتابات شكسبير والكتاب المقدس، أوضح فيها أن الكتاب لا بد لقي إهتماماً خاصاً يفوق كل اهتمام لقيه أي كتاب آخر. وقال أنه من الغريب أن نصوص شكسبير التي صدرت منذ 208 سنة فقط بها الكثير من المشكوك فيه ومما تناوله التغيير، بينما العهد الجديد الذي عمّر أكثر من 18 قرنا ـ عاش خمسة عشر قرناً منها في مخطوطات خطية ـ ليس به هذا العيب. إن كل نصوص العهد الجديد ـ باستثناء إثنتي عشرة أو عشرين آية ـ مضبوطة تماماً بإجماع العلماء. ويدور الاختلاف في القراءات حول تفسير الكلمات ـ المعنى ـ لا حول الكلمات نفسها. هذا بينما نجد في كل رواية من روايات شكسبير السبع والثلاثين نحو مئة قراءة مختلف عليها، يؤثر الكثير منها على المعنى المقصود ـ 5 ـ .

2 - لقد بقي خلال الإضطهادات العنيفة، إذ لم يلق كتاب آخر مثلما لقيه الكتاب المقدس من إضطهاد. حاول كثيرون أن يحرقوه ويمنعوه منذ أيام أباطرة الرومان حتى الحكم الشيوعي في العصر الحاضر. وقال الملحد الفرنسي المشهور فولتير ـ توفي عام 1778 ـ إنه بعد مائة سنة من وقته ستكون المسيحية قد أمّحت وصارت تاريخاً. ولكن ماذا حدث، لقد صار فولتير في ذمة التاريخ وزاد توزيع الكتاب المقدس في كل جزء من العالم، يحمل البركة أينما وجد. فمثلاً بنيت الكاتدرائية الإنكليزية في زنزبار على موقع سوق العبيد القديم. ووضعت مائدة العشاء الرباني فوق البقعة التي كان العبيد يجلدون فيها. وهناك الكثير من هذه الحالة. إن وضع أكتافنا في عجلة لنمنع دوران الشمس أسهل من أن نوقف توزيع الكتاب المقدس. ولم تمضِ خمسون سنة على وفاة فولتير حتى استعملت جمعية جنيف للكتاب المقدس مطبعته ومنزله لنشر الكتاب المقدس! ـ 1 ـ .

في عام 303 م أصدر دقلديانوس أمراً بالقضاء على المسيحية وكتابها المقدس، بإحراق الكنائس، والكتب المقدسة، وحرمان كل مسيحي من الحقوق المدنية. ولكن الامبراطور الذي خلفه على العرش كان قسطنطين الذي أوصى يوسابيوس بنسخ خمسين نسخة من الكتاب المقدس على نفقة الحكومة.

إن الكتاب فريد في بقائه، لا يسنده في هذا البقاء إلا ما جاء فيه والإعلان الذي جاء به، لأنه من عند الله. وهذا يعني أنه يقف متفرداً بين كل الكتب، وعلى كل باحث عن الحق أن يدرس هذا الكتاب الفريد الذي يتميز بهذه الصفات.

3 - بقي بالرغم من النقد. حاول الملحدون على مدى ثمانية عشر قرناً أن يلقوا بالكتاب جانباً، لكنه بقي كصخرة صامدة، زاد توزيعه، وزاد حب الناس له، لم يؤثر في نقد النقاد كما لا يؤثر خبط مطرقة صغيرة في بناء الهرم. عندما حاول الملك الفرنسي أن يضطهد المسيحيين في دولته قال له محارب قديم من رجال الدولة: يا سيدي، إن كنيسة اللّه هي السندان الذي أبلى كل المطارق . ولقد حاولت مطارق كثيرة إيذاء الكتاب المقدس، فبليت هي وبقي هو! ولو لم يكن هذا هو كتاب الله لدمّره البشر منذ زمن طويل. لقد حاول ملوك وبابوات، وأباطرة وكهنة، وأمراء وحكام أن يمدوا أيديهم إليه بالأذى، فماتوا هم، وبقي هو حياً ـ 5 ـ لقد أعلن البعض، آلاف المرات، موت الكتاب، ورتبوا جنازته، وجهزوا شاهد قبره، لكن الكتاب ظل حيّاً، ولم يحدث أن كتاباً آخر لقي كل هذه الغربلة والطعنات، فأي كتاب من كتب الفلسفة أو المذكرات لقي ما لقيه الكتاب المقدس من تجريح، على كل آية فيه.. ولكن الكتاب بقي محبوباً من الملايين، يقرأه الملايين ويدرسه الملايين، لأنه يملأ إحتياجات الملايين.

وقد جاءت موجة ما سمي بالنقد العالي للكتاب، ولكنها سقطت الآن. قالوا مثلاً إن موسى لم يكتب الاسفار الخمسة، لأن الكتابة لم تكن معروفة زمن موسى، فلا بد أن الكاتب جاء بعد زمن موسى. بل إن النقاد قسموا كل آية إلى ثلاثة أجزاء، وعزوا كل جزء إلى كاتب معين، وهكذا بنوا ما دعوه النقد العالي !

ولكن العلم اكتشف شريعة حمورابي، الذي كان سابقاً لموسى، وسابقاً لإبراهيم ـ 2000 ق.م ـ فكانت الكتابة قبل موسى بثلاثة قرون على الأقل، ولا زال العلماء يدرسون النقد العالي ولكن باعتبار أنه نظرية خاطئة.

ومضى النقاد يقولون إن أسوار أريحا لم تسقط في مكانها كما ورد في يشوع 6: 20. ولكن الحفريات برهنت صدق القصة الكتابية وقال النقاد إنه لم يكن هناك شعب أسمه الحثيون لأننا لم نجد لهم مكاناً في التاريخ العالمي، ولكنهم كانوا مخطئين، فقد كشفت الحفريات عن مئات الإشارات إلى الحضارة الحثية التي استمرت نحو 1200 عام. وقد قال العالم اليهودي نلسون جليك ـ يعتبر أحد أعظم ثلاثة علماء للحفريات ـ: لقد اتهموني أني أعلّم بالوحي الحرفي الكامل للكتب المقدسة وأحب أن أقول إنني لم أقل هذا. ولكني لم أجد في كل بحوثي في الحفريات ما يناقض أي عبارة من كلمة الله ـ 9 ـ .

لقد وقف الكتاب وقفة فريدة في وجه النقّاد، لم يثبت كتاب آخر غيره في مثل هذا الموقف كما ثبت هو. وكل من يفتش عن الحق عليه أن يدرس هذا الكتاب ليجده فوق كل نقد!.

فريد في تعاليمه
الصفحة
  • عدد الزيارات: 23624
تابعوا وشاركوا في برنامج مسيحي حواري مباشرة على الهواء من راديو نور المغرب، تواصلوا معنا عبر الواتساب أو اتصلوا بالرقم: +212626935457
تعالوا معنا لنستمع إلى شهادات واختبارات لأشخاص آمنوا بالسيد المسيح من كافة أنحاء العالم العربي، وكيف تغيرت حياتهم عندما تقابلوا مع المسيح.
أستمع واقرأ الإنجيل مباشرة عبر موقعنا لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح ومميزة أفكار القلب ونياته.
تعالوا معا نشاهد هنا قصص واقعية لأشخاص إنقلبت حياتهم رأسا على عقب وعبروا من الظلمة إلى النور بعدما تعرفوا على السيد المسيح مخلص العالم.