شمولية الوحي - شهادة وحدة الكتاب المقدس
6. شهادة وحدة الكتاب المقدس: على مدى فترة زمنية تمتد حوالي 1600 سنة، استخدم الله أكثر من أربعين رجلاً عاشوا في مناطق مختلفة وأوضاع تاريخية وسياسية واجتماعية وثقافية ودينية متباينة، وأوحى الله إلى هؤلاء الرجال بالكتاب المقدس، ورغم امتداد الفترة الزمنية وكثرة الكُتاب واختلاف أوضاعهم، فإننا نلاحظ ما يلي:-
أ. إنسجام تام ورائع وفريد في الرسالة، فالكتابات متصلة ومتناسقة ومتكاملة.
ب. إنعدام أي تناقض في الكتاب ، أي بين أسفاره المختلفة.
ت. عظمة وقدسية وعمق وغنى وروعة وبلاغة ما جاء في الكتاب المقدس بواسطة أفراد بسطاء مثل داود الراعي وبطرس ويوحنا اللذين كانا معروفين بأنهما جاهلان، ومع ذلك فقد كتبوا عن مجد الله والطبيعة والإنسان والمصير الأبدي.
ث. وأن الكُتّاب أقروا واعترفوا مراراً وتكراراً أن ما كتبوه هو كلمة الله ووحيه، وليس كلمتهم هم، أي أن الكتاب المقدس يشهد عن نفسه أنه من الله ( 2تيمو16:3، 2 بطرس 21:1، 1تسالونيكي 13:2، بطرس الأولى 23:1-25 9 ). حتى أن بعض أنبياء العهد القديم لم يفهموا ما نطقوا به (1بطرس10:1-12).
7. يخاطب الكتاب المقدس كل إنسان في أي زمان ومكان وظرف، وعندما يقرأه الإنسان يكتشف حقيقة البشرية، الحقيقة المفرحة والحقيقة المرة، وإنجازات الإنسان، وسقطات الإنسان. فالكتاب المقدس يشبع الجوع الروحي والنفسي، ويرشد البشرية لطريق الحياة الأبدية.
8. شهادة عمل الكتاب المقدس في حياة البشر على اختلاف أصولهم وأعراقهم ولغاتهم: يقدم لنا الكتاب المقدس نظرة ثاقبة إلى الطبيعة البشرية ويظهر حقيقتها، وفقط الله يعرف حقيقة الإنسان لأنه خالقه. لقد عمل الكتاب المقدس، وما يزال يعمل في حياة ملايين الناس، وقادهم من ظلام الخطية وبؤس الشر إلى حياة الغفران والمحبة والسلام والحياة الفضلى. ففي الكتاب المقدس تعلن قوة الله المخلِّصة والمقدِّسة، والله حي وما يزال يعمل في التاريخ بواسطة كلمته المقدَّسة لإتمام مقاصده في حياة كل إنسان في الوجود، وهذا من أعظم البراهين على أن الكتاب المقدس هو كلمة الله الأزلية. فجميع شعوب العالم تجد حاجتها في الكتاب المقدس، ومن يؤمن بشخص الرب يسوع المسيح، كما أعلن عنه الكتاب المقدس، يتغير كلياً إلى إنسان جديد.
9. شهادة الوعود في الكتاب المقدس: يوجد في الكتاب المقدس وعود كثيرة جداً جداً، والله وحده القادر أن يعطي هذه الوعود لأنه قادر على إتمامها، وهذه الوعود صادقة ومقدسة. وهي وعود متنوعة منها ما يتعلق بعمل الله في حياة الإنسان المؤمن، ووعود تتعلق بالعالم والكون والتاريخ والمجتمعات البشرية المختلفة، وهذه الوعود تتم في حياة المؤمنين يومياً، كذلك فإن تتابع أحداث العالم والتاريخ يكشف لنا عن صدق هذه الوعود، وأن معطيها هو الله. ومن أهم الوعود في الكتاب المقدس هو وعد الله بحفظ الكتاب المقدس وحمايته إلى الأبد.فمثلاً قد تم جمع الآيات المقتبسة من العهد الجديد في كتابات آباء الكنيسة، فتم جمع كل العهد الجديد باستثناء إحدى عشرة آية.
- عدد الزيارات: 12758