Skip to main content

القرآن والكتاب المقدس

أسلوب التوفيق الذي استخدمه د. بوكاي

أسلوب الهجوم: قال د. بوكاي: هذه الآيات الأربع من سورة فُصلت تقدم جوانب متعددة سنعود إليها: نعني الحالة الغازية الأولية للمادة السماوية (ص 160).. وجود كتلة غازية ذات جزيئات. فكذلك يجب تفسير كلمة دخان إذ يتكون الدخان عموماً من قوام غازي حيث تعلق به بشكل أكثر أو أقل ثبوتاً جزيئات دقيقة قد تنتمي إلى حالات المواد الصلبة أو حتى السائلة مع درجة في الحرارة قد تقل أو تكثر (ص 163).

إذا أخذنا كمثال (وهو المثال الوحيد الممكن اعتباره) تكوين الشمس ونتاجها الثانوي أي الأرض، نجد أن العملية قد تمت من خلال تكاثف السديم الأولي وانفصالهما، وذلك بالتحديد ما يعبر عنه القرآن بشكل صريح عندما يشير إلى العملية التي أنتجت ابتداء من الدخان السماوي رتقاً ثم فتقاً . إننا نسجل هنا التطابق الكامل بين المعطية القرآنية والمعطية العلمية (ص 171).

تقول هذه الآيات إنه في مرحلة من الزمن كانت السماء دخاناً، والدخان يحتوي على جزيئات عضوية قد تنتمي إلى حالات المواد الصلبة. وهذا خطأ محض،لأنه في الزمن الغازي الأولي لم تكن هناك مواد عضوية. ثم أن السديميات التي يُفترض أنها سابقة للكواكب السيارة خفيفة الكثافة جداً ولا يمكن أن يعلق بها شيء. وهذا يعني أنها جزيئات غازية دقيقة تتعلق بها ذرات ترابية بسيطة. ولو كانت هذه الآيات تتحدث عن حالة غازية بدائية لكانت الأرض والسماء معاً دخاناً، ولكن هذه الآيات تقول إنه كان هناك جبال وأقوات في الأرض، بينما كانت السماء دخاناً! لا بد إذاً أن تكون في هذه الآيات أخطاء فلكية,

فما هي نتيجة هذه الدراسة الصغيرة؟ .. يقول نيومان وإكلمان إن الماء (كما ورد في تك 1:2) قد يعني غازات بدائية، ولكن د. بوكاي يقول إن هذا خطأ محض.

ويقول بوكاي إن الدخان في سورة فصلت 11 يعني الغازات البدائية. ويقول أسلوب الهجوم إن هذا خطأ محض.

ولعل المزيد من معرفتنا للغتين العبرية والعربية، والمزيد من المعرفة في عِلم الفيزياء الفلكية تمكننا من تقييم التفسيرين لنقرر أيهما أكثر صحة من الآخر، ولكن الهدف من دراستنا هذه أن نُظهر تأثير التحيُّز. فلو سمح بوكاي لنفسه أن يقول إن الدخان يعني الحالة الغازية البدائية، فليس له أن ينكر على نيومان وإكلمان أن يقولا إن الماء يمكن أن يعني الحالة الغازية، والعكس صحيح.

ومن الواضح أننا لن ننجو من التحيُّز، فلكلٍ منّا إيمانه واقتناعاته، يريد أن تثبت صحتها وصحة اقتناعات المؤمنين من أمثاله. ويميل كل منا إلى ترجيح كفة ما يعتنقه. وعلينا أن نعترف بتحيُّزنا، ونقبل المناقشة من الآخَر ومعه، فإنه عندما يقول مسيحي أو مسلم إنه على صواب وإن العِلم في جانبه يكون قد أضاء النور الأحمر وصار خطيراً، لأنه يعاني من الوهم، ولا يدري مقدار تعصُّبه وبُعْده عن العِلم!

لو أني اقتبست نصف آية لأبرهن ما أعتقد أنه صواب أكون قد انحرفت عن الحق. ولو أني تردَّدت عن اقتباس آيات تتعارض مع فكري أكون قد لويت ذراع الحق. وعلينا أن نترك أسلوب الهجوم، فلا نقول إن شيئاً ما كله خطأ وكله مرفوض، وإن الذي يختلف معنا قد ضل تماماً. وعلينا أن نعترف بتحيّزنا، ثم نحاول أن نأخذ في اعتبارنا كل الحقائق، وأن نكون عادلين في أحكامنا، وهذا ما قاله المسيح: فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ ا فْعَلُوا هكذَا أَنْتُمْ أَيْضاً بِهِمْ (متى 7:12). وهو ما قالته التوراة تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ (لاويين 19:18).

  • عدد الزيارات: 5098
تابعوا وشاركوا في برنامج مسيحي حواري مباشرة على الهواء من راديو نور المغرب، تواصلوا معنا عبر الواتساب أو اتصلوا بالرقم: +212626935457
تعالوا معنا لنستمع إلى شهادات واختبارات لأشخاص آمنوا بالسيد المسيح من كافة أنحاء العالم العربي، وكيف تغيرت حياتهم عندما تقابلوا مع المسيح.
أستمع واقرأ الإنجيل مباشرة عبر موقعنا لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح ومميزة أفكار القلب ونياته.
تعالوا معا نشاهد هنا قصص واقعية لأشخاص إنقلبت حياتهم رأسا على عقب وعبروا من الظلمة إلى النور بعدما تعرفوا على السيد المسيح مخلص العالم.