Skip to main content

القرآن والكتاب المقدس

الإنجيل تاريخياً - شهود آخرون

الصفحة 2 من 2: شهود آخرون

شهود آخرون

بالإضافة إلى التلاميذ الاثني عشر كان مئات آخرون قد سمعوا تعاليم المسيح وشاهدوا معجزاته. فذات يوم شفى مرضى وأخرج شياطين، واجتمع حوله خمسة آلاف، عدا النساء والأولاد، فأشبعهم من خمس خبزات وسمكتين، وفاضت اثنتا عشرة قفة من الخبز. وأقام المسيح ثلاثة أشخاص (على الأقل) من الموت، أوّلهم ابن أرملة في قرية نايين، وثانيتهم فتاة في الثانية عشرة من عمرها، ابنة قائد يهودي كبير، وثالثهم لعازر من أعيان بيت عنيا. وقد شهد القرآن لمعجزات المسيح بقوله وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِي المَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ (سورة آل عمران 3:49).

وبناءً على المعلومات الواردة في الإنجيل أجرى المسيح ما بين 900 و1000 معجزة، شاهدها نحو 15 ألف شخص، ولا بد أن نحو 85 ألف آخرين من أهل المرضى الذين نالوا الشفاء عرفوا بالمعجزات وشهدوا قدرة المسيح المعجزية، وهذا يشكل خُمس عدد سكان فلسطين وقتها. وهذا يساعدنا لندرك ما حدث بعد ذلك، فبعد صعود المسيح بعشرة أيام كان العيد اليهودي المعروف بيوم الخمسين، وفيه وعَظ التلاميذ العقيدة الإنجيلية فقبلها وآمن بها نحو 3000 نفس في يوم واحد. ويدوّن سفر الأعمال هذا الحدث فيقول: وَلَمَّا حَضَرَ يَوْمُ الخَمْسِينَ كَانَ الجَمِيعُ (الرسل) مَعاً بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ.. فَوَقَفَ بُطْرُسُ مَعَ الأَحَدَ عَشَرَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ وَقَالَ لَهُمْ: أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ ا سْمَعُوا هذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللّه بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللّه بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ، كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ. هذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّماً بِمَشُورَةِ اللّه المَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ، وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ. اَلَّذِي أَقَامَهُ اللّه نَاقِضاً أَوْجَاعَ المَوْتِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِناً أَنْ يُمْسَكَه الموت (أعمال 2:1 و14 و22- 24).

وواضح من كلام الرسول بطرس أنه كان متأكداً أن سامعيه يعرفون سيرة المسيح ومعجزاته، ولن ينكروا ذلك. وعندما انتهى من وعظه سألوه وسائر الرسل: ماذا نفعل أيها الرجال الإخوة؟ فأجاب: تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى ا سْمِ يَسُوعَ المَسِيحِ لِغُفْرَانِ الخَطَايَا، فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ القُدُسِ,,, فَقَبِلُوا كَلَامَهُ بِفَرَحٍ، وَاعْتَمَدُوا، وَانْضَمَّ فِي ذ لِكَ اليَوْمِ نَحْوُ ثَلَاثَةِ آلَافِ نَفْسٍ (أعمال 2:38 و41).

كان هذا أول إعلان جهاري للإنجيل العقائدي، بعد صعود المسيح للسماء بعشرة أيام، نحو سنة 30م. وقد آمن بالمسيح يومها نحو ثلاثة آلاف نفس.

والآن دعنا نثير نفس الأسئلة التي أثرناها بخصوص القرآن: كيف نعرف أن نقل الإنجيل كان صحيحاً بينما لم يكن هناك إلا 120 مؤمناً يحبون المسيح؟ ربما ضاعت بعض أوراق البردي من مجموعة متّى وهم يسافرون مع المسيح في أنحاء فلسطين. وربما التهمت بهيمة شيئاً من مجموعة يوحنا وهم نيام في أحد البيوت. كيف نعرف أنه لم يحدث تحريف؟

وسنجيب أن تلاميذ المسيح حفظوا كلماته. صحيح أن المسيح لم يعطِ أمراً مباشراً بكتابة الإنجيل، ولكن هناك سببان لاعتقادنا أن التلاميذ حفظوا الإنجيل، أولهما أن اليهود كانوا يحفظون كتبهم بكل تدقيق، وكان التلميذ اليهودي يحفظ تعاليم معلّمه، وتقول المشنا التلميذ الصالح يشبه الحوض المطلي الذي لا تتسرب منه نقطة واحدة . وثانيهما أن المسيح قال: وَلِمَاذَا تَدْعُونَنِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ، وَأَنْتُمْ لَا تَفْعَلُونَ مَا أَقُولُهُ؟ كُلُّ مَنْ يَأْتِي إِلَيَّ وَيَسْمَعُ كَلَامِي وَيَعْمَلُ بِهِ، يُشْبِهُ إِنْسَاناً بَنَى بَيْتاً، وَحَفَرَ وَعَمَّقَ وَوَضَعَ الأَسَاسَ عَلَى الصَّخْرِ. فَلَمَّا حَدَثَ سَيْلٌ صَدَمَ النَّهْرُ ذ لِكَ البَيْتَ، فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُزَعْزِعَهُ، لِأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّساً عَلَى الصَّخْرِ. وَأَمَّا الذِي يَسْمَعُ وَلَا يَعْمَلُ، فَيُشْبِهُ إِنْسَاناً بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الأَرْضِ مِنْ دُونِ أَسَاسٍ، فَصَدَمَهُ النَّهْرُ فَسَقَطَ حَالاً، وَكَانَ خَرَابُ ذ لِكَ البَيْتِ عَظِيماً (لوقا 6:46-49). فإن كنتَ تلميذاً للمسيح فإنك ستحفظ كلماته وتطبّقها على حياتك حتى لا تخرب.

ثم نجيب أن تلاميذ المسيح كانوا حاضرين وهو يُلقي تعاليمه. وكان المسيح معهم نحو أربع سنوات، آخرها قبل أن يلقي بطرس موعظته بعشرة أيام. فلو حدث خطأٌ لصحَّحه المسيح فوراً. وعلى ذلك فحتى لو لم تكن معنا مخطوطة متّى الأولى، ولو لم يكن لدينا تسجيل لموعظة بطرس الأولى، فإننا نؤمن أن ما عندنا صحيح. هذا افتراض أساسي.

من صعود المسيح إلى أول مخطوطة مكتوبة

في الشهور التالية لصعود المسيح أخذ عدد المسيحيين يزيد. وبعد معجزة الشفاء التي أجراها الله باسم المسيح على يدي بطرس ويوحنا وَكَثِيرُونَ مِنَ الذِينَ سَمِعُوا الكَلِمَةَ آمَنُوا، وَصَارَ عَدَدُ الرِّجَالِ نَحْوَ خَمْسَةِ آلَافٍ (أعمال 4:4).

وقد ألقى اليهود القبض على الرسل، لكن المسيحيين وَكَانُوا لَا يَزَالُونَ كُلَّ يَوْمٍ فِي الهَيْكَلِ وَفِي البُيُوتِ مُعَلِّمِينَ وَمُبَشِّرِينَ بِيَسُوعَ المَسِيحِ.. وَكَانَتْ كَلِمَةُ اللّه تَنْمُو، وَعَدَدُ التَّلَامِيذِ يَتَكَاثَرُ جِدّاً فِي أُورُشَلِيمَ، وَجُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ الكَهَنَةِ يُطِيعُونَ الإِيمَانَ ,

(أعمال 5:42 و6:7).

الصفحة
  • عدد الزيارات: 8240

راديو نور المغرب

تابعوا وشاركوا في برنامج مسيحي حواري مباشرة على الهواء من راديو نور المغرب، تواصلوا معنا عبر الواتساب أو اتصلوا بالرقم: +212626935457

شهادات صوتية

تعالوا معنا لنستمع إلى شهادات واختبارات لأشخاص آمنوا بالسيد المسيح من كافة أنحاء العالم العربي، وكيف تغيرت حياتهم عندما تقابلوا مع المسيح.

إستمع واقرأ الإنجيل

أستمع واقرأ الإنجيل مباشرة عبر موقعنا لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح ومميزة أفكار القلب ونياته.

شهادات بالفيديو

تعالوا معا نشاهد هنا قصص واقعية لأشخاص إنقلبت حياتهم رأسا على عقب وعبروا من الظلمة إلى النور بعدما تعرفوا على السيد المسيح مخلص العالم.