Skip to main content

القرآن والكتاب المقدس

تسجيل أحداث الإنجيل

خلال السنوات السبع والعشرين بعد صعود المسيح كان الرسل يبنون مواعظهم على: (أ) النبوات التي وردت عن السيد المسيح في توراة موسى ومزامير داود وكتابات سائر أنبياء اليهود، ثم: (ب) شهادات الرسل الذين قالوا بتحقيق تلك النبوات.

وبمرور الوقت أرشد الروح القدس البشيرين الأربعة ليسجلوا كتابةً أحداث حياة المسيح وتعاليمه. ولكنهم لم يسجلوا تاريخ عملهم (كما هو الأمر مع القرآن). ولذلك لا نعلم بالتحديد متى بدأوا كتابتها. ولقد ذكرنا بابياس الذي جمع الأحاديث المسيحية، وقال إن البشير متّى كان أول من سجّل أقوال المسيح، وإن البشير مرقس سجّل ما قاله له الرسول بطرس، وإن البشير لوقا كان رفيق الرسول بولس، وإن البشير يوحنا كتب بشارته في أفسس بعد أن تقدّم به العمر.

ويعاوننا التاريخ المسيحي بتقديم تواريخ تقريبية للكتابة. ويذكر المؤرخ الروماني تاسيتوس المسيحيين في مجال كتابته عن حريق روما أثناء حكم الامبراطور نيرون عام 64م فيقول:

لا تقدر كل النجدة التي يقدمها الإنسان، وكل العطايا التي يسبغها الحاكم، وكل الأضاحي المقدَّمة للآلهة أن تنجي نيرون من العار الذي لصق به نتيجة أمره بإحراق روما. ولكي يُسكِت الإشاعة اتَّهم باطلاً وعاقب بعذابات شديدة الجماعة المعروفة بالمسيحيين المكروهين بسبب جرائمهم المنكرة. والمسيح الذي يحمل المسيحيون اسمه كان قد قُتل في عهد بيلاطس البنطي، والي اليهودية أثناء حكم طيباريوس. ولكن خرافته انتشرت من جديد، ليس في اليهودية وحدها حيث نشأ هذا الشر، بل وفي روما أيضاً (31).

ومن كتابة تاسيتوس يتضح أن الرومان صدّقوا أن المسيح مات في عهد بيلاطس كما يقول الإنجيل، كما يتضح الاضطهاد القاسي الذي حلّ بالمسيحيين. ويقول التقليد المسيحي إن الرسولين بطرس وبولس قُتلا في هذا الاضطهاد. ولما لم يذكر البشير لوقا خبر موتهما في نهاية سفر الأعمال، فقد قال بعض علماء المسيحية إن سفر الأعمال لا بد كُتب قبل حدوث ذلك الاضطهاد، أثناء السنتين اللتين قضاهما لوقا مع بولس في روما. ولو صدق هذا فإن سفر الأعمال يكون قد كُتب عام 62 أو 63م، وتكون بشارة لوقا قد كُتبت نحو عام 60م أثناء انتظار لوقا محاكمة بولس في فلسطين.

  • عدد الزيارات: 4516
تابعوا وشاركوا في برنامج مسيحي حواري مباشرة على الهواء من راديو نور المغرب، تواصلوا معنا عبر الواتساب أو اتصلوا بالرقم: +212626935457
تعالوا معنا لنستمع إلى شهادات واختبارات لأشخاص آمنوا بالسيد المسيح من كافة أنحاء العالم العربي، وكيف تغيرت حياتهم عندما تقابلوا مع المسيح.
أستمع واقرأ الإنجيل مباشرة عبر موقعنا لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح ومميزة أفكار القلب ونياته.
تعالوا معا نشاهد هنا قصص واقعية لأشخاص إنقلبت حياتهم رأسا على عقب وعبروا من الظلمة إلى النور بعدما تعرفوا على السيد المسيح مخلص العالم.