السنوات المئة الثانية للإنجيل - رسالة بوليكاربوس إلى فيلبي - 107م
2 - رسالة بوليكاربوس إلى فيلبي - 107م
وُلد بوليكاربوس عام 69 أو 70م في آسيا (تركيا الحالية)، وقد سمع الإنجيل من الرسول يوحنا الذي قضى سنوات شيخوخته في آسيا. ويقول إيريناوس إن بوليكاربوس كانت له أحاديث حميمة مع كثيرين ممّن رأوا المسيح (40). ثم صار بوليكاربوس أسقفاً لسميرنا التي تبعُد عن أفسس 40 ميلاً للشمال. وسميرنا معروفة اليوم باسم إزمير في تركيا.
ونحو عام 107م كتب بوليكاربوس رسالة لكنيسة فيلبي (وهي كنيسة أنشأها الرسول بولس عام 49 أو 50م) فيها تحدَّث بوليكاربوس عن الرسل الذين جاءونا بالإنجيل، والأنبياء الذين أنبأوا بمجيء الرب المسيا . وذكر الرسول بولس باسمه ثلاث مرات على الأقل، وأكّد أن بولس وعظ الفيلبيينوكتب لهم. وسمّى رسالة أفسس كتاباً مقدساً وهو نفس لقب توراة موسى، فيقول:
لا شك عندي أنكم تعرفون الكتب المقدسة جيداً. إنها تقول اغضبوا ولا تخطئوا، ولا تغرب الشمس على غيظكم (مقتبسة من أفسس 4:26). وطوبى للإنسان الذي يعي هذا في قلبه. وليساعدكم الله أبو ربنا يسوع المسيح وكاهننا الأبدي يسوع المسيح نفسه، ابن الله، لتنموا في الإيمان والحق (41).. ولقد احتمل المسيح حتى الموت من أجل خطايانا. ومع أنكم لم تروه بعيونكم، إلا أنكم تؤمنون به، عالمين أنكم بالنعمة مخلَّصون. ليس من أعمال (مقتبسة من أفسس 2:8) .
وواضح من هذا الاقتباس إيمان بوليكاربوس بالعقيدة الإنجيلية. وفي رسالته (وهي من 7 صفحات) اقتبس من إنجيل متى وسفر الأعمال ورسالة رومية و1كورنثوس وغلاطية و2تسالونيكي و1تيموثاوس و1بطرس و1يوحنا، كما من أفسس. وهذا يُظهر أنه اقتبس من عشرة أسفار من أسفار العهد الجديد السبعة والعشرين. وقد كُتبت هذه الأسفار العشرة في بلاد مختلفة: في فلسطين وتركيا واليونان وروما، وعرف عنها بوليكاربوس بعد عشر أو 15 سنة من موت الرسول يوحنا، مما يُظهر سعة انتشار أسفار العهد الجديد.
- عدد الزيارات: 9948