ملخَّص تطورات القرآن والإنجيل
يلاحظ القارئ أني لم أقدم دراسة للقرآن تغطي السنوات 27ه (وقت جمع مصحف عثمان) والسنة 150 هـ (سنة وصول أقدم نسخة من القرآن إلينا) كما فعلتُ مع الإنجيل. وتركت هذا للقارئ ليبحث ذلك بنفسه.
رسم بياني 6
ولكن من الحكمة أن نقارن تطور الإنجيل والقرآن بنفس المقياس الزمني. وسنطلق على بداية كرازة المسيح ودعوة محمد رقم صفر وهذا يسهّل لنا رؤية أوجه الشبه وأوجه الاختلاف.
وعندما نتأمل الرسم البياني 6 نرى بعض الاختلافات. مثلاً، زاد عدد المسيحيين بسرعة فائقة أول الأمر، إذ آمن بالكرازة 3000 شخص في اليوم الأول. ولكن التشابه في الحالين أكثر. فإذا قارنّا الهجرة بصعود المسيح، نرى أن 150 مؤمناً قوياً كانوا مع محمد لما هاجر إلى المدينة، وترك المسيح 120 مؤمناً قوياً عند صعوده.
وعندما نتأمل الحال بعد عشر سنوات نرى عشرات الألوف من المسلمين وقت موت محمد، وقد تحمَّل صحابته المسئولية. وبعد صعود المسيح كان هناك عشرات الألوف من المسيحيين.
وانتشر القرآن شفاهاً حتى أرسل عثمان الصحف إلى الأمصار بعد 42 سنة من بدء دعوة محمد، وكذلك انتشر الإنجيل شفاهاً مدة 30-50 سنة بعد بدء كرازة المسيح، ثم تسجّل كله في هذه الفترة، ما عدا بعض ما كتب الرسول يوحنا.
وأخيراً، فإن تاريخ أقدم مخطوطة للقرآن يعود لنحو 163 سنة بعد بدء دعوة محمد، وتاريخ أقدم بردية للإنجيل يعود إلى 174 سنة بعد بدء كرازة المسيح.
وفي الختام:
كما تؤمن أن زيداً وعثمان جمعا القرآن بكل اعتناء، نؤمن أن لوقا ويوحنا حفظا الإنجيل بكل اعتناء.
وكما تؤمن أن نُسّاخ القرآن قاموا بعملهم بكل اعتناء، نؤمن أن نُسّاخ الإنجيل قاموا بعملهم بكل اعتناء.
وكما تؤمن أن المسلمين الأوّلين بذلوا المال والنفس في سبيل ما آمنوا أنه حق وصدق، نؤمن أن رسل المسيح وتلاميذه لم يكونوا ليقبلوا الاستشهاد والعذاب في سبيل ادّعاء كاذب!
وكما تؤمن أن لديك البرهان على أن القرآن الذي بين يديك لم يصبه تبديل ولا تحريف، نؤمن أن الإنجيل الذي بين أيدينا هو الإنجيل الأصلي بغير تبديل ولا تحريف.
فالقرآن الذي بين أيدينا اليوم، وكذلك الإنجيل لم يعترهما أي تغيير أو تبديل. إنهما متماثلان مع الأصل الأول القديم.
- عدد الزيارات: 3959