المسيح العبد المتألم والشفيع
بعد أن درسنا ما يقوله القرآن بخصوص الشفاعة نوجّه أنظارنا إلى التوراة والإنجيل، فنرى النبي إشعياء يتنبأ بقدوم العبد البار الذي له الشفاعة، الذي هو المسيح.
وعندما يتكلم مسيحي مع مسلم عن معجزات المسيح كشاهدٍ ثانٍ على أن رسالة المسيح هي من عند الله، يقول المسلم لقد أجرى المسيح معجزاته بإذن الله وإن المسيح عبد الله ويقتبس ما ورد في القرآن على لسان المسيح: إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً (سورة مريم 19:30).
ونورد ملاحظتين:
أولاً: نؤكد أن إجراء المسيح المعجزات بإذن الله لا يُنقِص من أنها شاهد ثانٍ لصدق إرساليته، فقد برهنت على أن كلماته وأعماله هي من عند الله.
ثانياً: قد يندهش المسلم من أن المسيحيين يؤمنون أن المسيح عبد الله ورسوله، ولكن هذا هو ما نؤمن به فعلاً، وهو ما يصدق على فترة ثلاث وثلاثين سنة أقامها على كوكب الأرض. هكذا تنبأت التوراة، وهكذا قال الإنجيل. فقد تنبأت التوراة عن مجيء عبد مميَّز لله لينفّذ مشيئة الله. ولُقِّب المسيح بالعبد في الإنجيل أيضاً، فيقول عن المسيح: أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى المَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ (فيلبي 2:7 و8).
المسيح الذي لم يخطئ
شهد المسيح أنه يطيع الله، بقوله: لِأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي، ل كِنَّ الآبَ الذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ، فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هك ذَا أَتَكَلَّمُ (يوحنا 12:49 و50). وقال أيضاً: طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ (يوحنا 4:34). وقال: أَنَا لَا أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ، وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ، لِأَنِّي لَا أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الذِي أَرْسَلَنِي (يوحنا 5:30). وقال: لِأَنِّي قَدْ نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ، لَيْسَ لِأَعْمَلَ مَشِيئَتِي، بَلْ مَشِيئَةَ الذِي أَرْسَلَنِي (يوحنا 6:38).
- عدد الزيارات: 4082