Skip to main content

شبهات شيطانية حول العهد القديم

هل ضاعت أسفار من العهد القديم؟

الصفحة 1 من 2

قال المعترض الغير مؤمن: ضاع من الكتب المقدسة الكثير، مثل سفر الحروب (عدد 21: 14) وسفر ياشر (يشوع 10: 13) وثلاثة كتب لسليمان (1ملوك 4: 32_34)، وكتاب قوانين السلطنة للنبي صموئيل (1صموئيل 10: 25) وتاريخ صموئيل، وتاريخ ناثان النبي، وتاريخ جاد الرائي (1أخبار 29: 29 و30)، وكتاب شمعيا، وعدّو الرائي، وأخيا النبي، ورؤى يعدو الرائي (2أخبار 9: 29)، وياهو النبي ابن حناني (2أخبار 20: 34)، وكتاب إشعياء النبي عن الملك عزّيا (2أخبار 26: 22)، ورؤيا اشعياء النبي عن حزقيا (2أخبار 32: 32)، ومرثية النبي إرميا على يوشيا (2أخبار 35: 25)، وكتاب تواريخ الأيام (نحميا 12: 23). فجملة ما ضاع نحو عشرين كتاباً .

وللرد نقول بنعمة الله : نذكر شيئاً عن كل كتاب من هذه:

1 _ سفر الحروب وياشر:

هذا السفر يحوي رواية نصرة موسى على عماليق، وقوانين لإرشاد يشوع في حروبه. ولم تُكْتَب بوحي إلهي، ولم يُكلّف موسى بتبليغها لبني إسرائيل، فلم تُدرج في الكتب الموحى بها.

و سفر ياشر معناه سفر المستقيم . وقال بعض أئمة اليهود إن المراد به سفر التكوين لأنه يتضمن قصة إبراهيم واسحق ويعقوب لأنهم من المستقيمين. وذهب بعضهم إلى أن المراد به سفر التثنية (تثنية 6: 18 و23: 7). وذهب البعض الآخر إلى أن المراد به سفر القضاة. فعلى هذا يكون سفراً موجوداً موحى به. وهو يحتوي على ذكر الحوادث التي حصلت للأمة اليهودية من سنة إلى أخرى، ولا سيما وقوف الشمس. ويشتمل على قوانين حربية، ونصائح عسكرية واستعمال القوس كما في 2صموئيل 1: 18. وعلى هذا فلم يُكتَب بوحي إلهي، بل دوّنه أحد المؤرخين الذي كان يدوّن حوادث عصره، وسُمّي ياشر أي المستقيم لصدق روايته. على أنه يوجد إلى يومنا كتاب باللغة العبرية يسمى ياشر ويشتمل على قصائد وطنية تذكر الأبطال الأتقياء الذين اشتهروا بالإقدام. وعلى هذا القول بما أنه ليس بوحي إلهي، فالواجب عدم الالتفات إليه، سواء كان موجوداً أو معدوماً.

وقد جرت عادة البُلغاء أن يعززوا كلامهم بالاستشهاد بالأقوال المشهورة أو المسلَّمة عند الخصم لإلزامه الحجة، وعلى هذا الأسلوب جرى الرسل والأنبياء الذين أعلنوا أقوال الوحي: (1) فاستشهد بولس الرسول في أعمال الرسل 17: 28 بشطر من أقوال (أراتس) وطبَّقها على مقصوده. (2) واستشهد في 1 كورنثوس 15: 33 بعبارة يُظن أنها مأخوذة من قصيدة (مناندو) من ثايس وهي إن المعاشرات الردية تُفسد الأخلاق الجيدة . (3) واستشهدفي تيطس 1: 12 بقول أبيمانيدس شاعر من كريت، وكان عند الكريتيين بمنزلة نبي، فقال: إن الكريتيين دائماً كذابون وحوش ردية بطون بطالة . فأورد كلام هذا الشاعر في مقام الاستدلال، فيجوز الاستشهاد في أقوال الوحي بمثل هذه الأدلة.

وكثيراً ما استشهد القرآن بكتب غيره، فاستشهد في سورة النجم بما في صحف موسى وإبراهيم، وكذلك استشهد بها في سورة الأعلى. والحقيقة هي أنه ليس لإبراهيم صحف مطلقاً عند اليهود ولا عند غيرهم، فهي وهمية.

2 _ أسفار سليمان الثلاثة:

ورد في (1ملوك 4: 32_34): وتكلم (أي سليمان) بثلاثة آلاف مثل، وكانت نشائده ألفاً وخمساً. وتكلم عن الأشجار من الأرز الذي في لبنان إلى الزوفا النابت في الحائط. وتكلم عن البهائم وعن الطير وعن الدبيب وعن السمك. وكانوا يأتون من جميع الشعوب ليسمعوا حكمة سليمان من جميع ملوك الأرض الذين سمعوا بحكمته .

(أ) تكلم سليمان بثلاثة آلاف مثل، وكانت نشائده ألفاً وخمساً، ولكن هذا لا يدلّ على أنها تدوَّنت في كتب، بل إن سليمان فقط تكلَّم بها. ومع أنها عامرة بالحكمة إلا أنها ليست وحياً إلهياً. ولو كانت وحياً لدوَّنها اليهود وحافظوا عليها. والوحي يقصد هنا أن يصف حكمة سليمان العظيمة التي لم يصل إليها أحد قبله ولا بعده.

(ب) ألَّف سليمان عن النباتات والحيوانات، وهي مختصة بالعلوم، ولا يلزم أن كل إنسان يعرفها. ومع أن العلماء الباحثين في التاريخ يتأسفون على فقده، إلا أنه لا يختص بالدين.

3 _ كتاب قوانين المملكة:

لا يفهم من عبارة الوحي الإلهي أنه أُوحي لصموئيل بسفر غير السفرين اللذين عندنا، وهاك نص عبارة الوحي الإلهي كما في 1صموئيل 10: 25 فكلم صموئيل الشعب بقضاء المملكة، وكتبه في السفر، ووضعه أمام الرب . يعني أنه دوّن القوانين الدستورية بين الملك وبين الشعب كما جرت عادة بني إسرائيل. ولما تولَّى داود المملكة قطع عهداً مع شيوخ بني إسرائيل كما في 2صموئيل 5: 3 . وكذلك لما تولى رحبعام المملكة طلب منه بنو إسرائيل أن يقطع معهم عهداً بالرفق بهم، ولما رفض انشقوا عنه (1ملوك 12: 4_24). ولما تولى يهوياداع قطع عهداً بينه وبين الله وبين الأمة (2ملوك 11: 17). وعلى هذا القياس دوّن صموئيل القوانين الدستورية ببيان امتيازات الملك وحقوقه، وعيّن حدوده حتى لا يستبد، وأوضح واجبات الأمة نحو ملكها، ووضع هذا القانون الدستوري أمام الرب شهادة على أن كل فريق يقوم بما عليه من الواجبات، وسلّمه للكهنة تثبيتاً لهذا. فهل يصح أن نفهم من هذا أن صموئيل كتب سفراً موحى به وضاع؟ حاشا وكلا!

4 _ كتب أخرى:

ونقرأ 1أخبار 29: 29 و30 : وأمور داود الملك الأولى والأخيرة هي مكتوبة في سفر أخبار صموئيل الرائي وأخبار ناثان النبي وأخبار جاد الرائي . ولا ينكر أحد أن تاريخ داود النبي مذكور بالتفصيل في سفر صموئيل النبي وفي سفر الملوك وفي سفر أخبار الأيام الأول. وهذه الكتب بأيدينا نتعبد بتلاوتها ونستفيد من مطالعتها، فلم يضِعْ شيء من تاريخ هذا النبي الفاضل. ومراد النبي في 1أخبار 29: 29 و30 الاستشهاد بأسفار صموئيل والملوك وأخبار الأيام، وهي موجودة. فالنبي لم يستشهد بشيء وهمي معدوم لا وجود له، بل استشهد بشيء له وجود حقيقي. وبيان ذلك أن سفري صموئيل النبي هما من كتابة صموئيل النبي ومعنونان باسمه. أما سفرا الملوك وسفرا الأخبار فكتبها عددٌ من الأنبياء، فكل نبي دوَّن حوادث عصره، ومن هؤلاء الأنبياء: ناثان وجاد، والدليل على ذلك أن تواريخ بني إسرائيل موجودة بالتفصيل التام في كتاب الله.

وهناك كتب ورد ذكرها في العهد القديم موجودة، ولكنها سُمِّيت بأسماء أخرى، فكتب صموئيل والملوك والأيام لم يكتبها نبي واحد، بل كتبها عدَّة أنبياء الواحد بعد الآخر، فإنه لم ينقطع قيام الأنبياء بين بني إسرائيل إلا عند ختام كتب العهد القديم، فكان إذا أراد الله تدوين تواريخ أو أخبار لنقلها إلى الخَلَف، أوحى إليهم ذلك. وعلى هذا كتب النبي جاد وناثان وعدّو وشمعيا وغيرهم أجزاء من هذه الكتب. ومما يؤيد أن عِدَّة أنبياء دوّنوا هذه التواريخ أن إشعياء النبي كتب في نبوته أربعة أصحاحات وردت في سفر الملوك الثاني، مما يدل على أنه هو الذي كتبها في الأصل (انظر 2ملوك 18_20 وقابلها بما ورد في إشعياء 36_39).

مما يدل على عدم امكان ضياع شيء من العهد القديم
الصفحة
  • عدد الزيارات: 11182
تابعوا وشاركوا في برنامج مسيحي حواري مباشرة على الهواء من راديو نور المغرب، تواصلوا معنا عبر الواتساب أو اتصلوا بالرقم: +212626935457
تعالوا معنا لنستمع إلى شهادات واختبارات لأشخاص آمنوا بالسيد المسيح من كافة أنحاء العالم العربي، وكيف تغيرت حياتهم عندما تقابلوا مع المسيح.
أستمع واقرأ الإنجيل مباشرة عبر موقعنا لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح ومميزة أفكار القلب ونياته.
تعالوا معا نشاهد هنا قصص واقعية لأشخاص إنقلبت حياتهم رأسا على عقب وعبروا من الظلمة إلى النور بعدما تعرفوا على السيد المسيح مخلص العالم.