Skip to main content

شبهات شيطانية حول العهد القديم

شبهات شيطانية حول سفر الجامعة - قال المعترض الغير مؤمن: جاء في الجامعة 12: 14

الصفحة 3 من 3: قال المعترض الغير مؤمن: جاء في الجامعة 12: 14

قال المعترض الغير مؤمن: جاء في الجامعة 12: 14 لأن الله يحضر كل عمل إلى الدينونة، على كل خفي إن كان خيراً أو شراً . ولكن هذا منقوض بقوله في إرميا 31: 34 ولا يعلّمون بعْدُ كل واحد صاحبه وكل واحد أخاه قائلين اعرفوا الرب، لأنهم كلهم سيعرفونني من صغيرهم إلى كبيرهم يقول الرب. لأني أصفح عن إثمهم ولا أذكر خطيتهم بعد .

وللرد نقول بنعمة الله : الآية الأولى تتكلم عن قضاء الله العادل، والثانية تتكلم عن نعمته الفائقة في مغفرة الخطايا. ولا يخفى على قراء الكتاب المقدس أنه حافل بآيات كهذه، إذ نجد فيه مئات العبارات المؤيدة للآية الأولى، ونجد الكثير منها أيضاً مؤيداً للثانية. يمكننا تقسيم الكتاب إلى فصلين عظيمين: أحدهما يتكلم عن غضب الله وقضائه،والثاني عن نعمته الغافرة. وعندما نتناول آيات كهذه ندرس قضية الناموس والنعمة.

يقول سليمان: إن الله يحضر كل عمل إلى الدينونة، على كل خفي إن كان خيراً أو شراً . ومعنى هذا أن الله ديَّان عادل منزَّه عن المحاباة. فالخطأ لا بد أن يقع تحت قضائه العادل، والصواب لا بدّ له من الجزاء الحسن. والخلاصة المقصودة هنا تشبه ما جاء في مزمور 5: 4_6 وفصول أخرى من الكتاب تدل على عدل الله الكامل. ولا شك أن هذه الفصول تصف الله بالعدل، باعتبار أنه المتسلّط القدير على الكون أجمع، الذي يدين الأشرار، ويجازي برّ الأبرار. وواضح أيضاً في الآية المقتبسة من إرميا أن الله في أزمنة ردّ كل شيء يكون صفوحاً عن آثام شعبه ولا يذكر خطاياهم وتعدياتهم في ما بعد .

هنا نجد ما يذكّرنا بكلام الله نفسه لموسى عندما عبر أمامه قائلًا: الرب إله رحيم ورؤوف، بطيء الغضب وكثير الإحسان والوفاء. حافظ الإحسان إلى الألوف. غافر الإثم والمعصية والخطية (خروج 34: 6 و7).

وفي العهد الجديد نسمع يسوع قائلًا: كونوا رحماء كما أن أباكم أيضاً رحيم، فإنه منعم على غير الشاكرين والأشرار (لوقا 6: 35 و36).

يظهر لأول وهلة أن هذه الآيات تناقض العدل، إذ كيف يمكن أن يكون الله عادلًا وفي الوقت نفسه يغفر آثام البشر؟ هذا السؤال يقودنا إلى جوهر الإنجيل، أي إلى بشارة الفداء المؤسَّس على عمل مخلصنا النيابي.

غير أن بولس يتناول قضية عدل الله وغفرانه للخطايا في رومية 3: 21 _ 26 ويشرحها شرحاً جازماً قاطعاً. فيعلّمنا أن الله الرحيم شاء أن يخلّص الجنس البشري الأثيم الذي يدينه عدلهُ. وكان بحسب الظاهر لا يمكن التوفيق بين عدل الله ورحمته. غير أن محبة الآب السماوي قد أعدَّت منذ الأزل طريقاً للنجاة، بحيث تُدان الخطية ولا تمنع الرحمة. فالمسيح ابن الله صار نائب الإنسان الخاطئ واحتمل القصاص الذي كان يقتضيه عدل الله. فلا يمكن إذاً أن ننكر على الله عدله بالقول إنه لا يدين الخطية، لأن المسيح قد جُعل خطيةً لأجلنا وحمل خطايانا في جسمه على الخشبة (2كورنثوس 5: 21 و1بطرس 2: 24). فإذاً قد وُفيت عقوبة الخطية، فوجدت رحمة الله مجالًا للعفو عن الجنس البشري وتدبير الخلاص الأبدي له، على شرط قبول نعمته، فصارت بشارة الإنجيل تنادي: لنا في المسيح الفداء، بدمه غفران الخطايا لأن عمل المسيح قد نفَّذ عدل الله، بحيث دينت فيه كل الخطايا، وأعطى مجالًا لنعمة الله الغافرة. فما يظهر عند أول نظرة مربكاً ومحيّراً يسهل توفيقه عند النظر إلى المسيح. فمجد إنجيل المسيح قائم في ثبوت التعليم عن عدل الله ونعمته.

الصفحة
  • عدد الزيارات: 9706

راديو نور المغرب

تابعوا وشاركوا في برنامج مسيحي حواري مباشرة على الهواء من راديو نور المغرب، تواصلوا معنا عبر الواتساب أو اتصلوا بالرقم: +212626935457

شهادات صوتية

تعالوا معنا لنستمع إلى شهادات واختبارات لأشخاص آمنوا بالسيد المسيح من كافة أنحاء العالم العربي، وكيف تغيرت حياتهم عندما تقابلوا مع المسيح.

إستمع واقرأ الإنجيل

أستمع واقرأ الإنجيل مباشرة عبر موقعنا لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح ومميزة أفكار القلب ونياته.

شهادات بالفيديو

تعالوا معا نشاهد هنا قصص واقعية لأشخاص إنقلبت حياتهم رأسا على عقب وعبروا من الظلمة إلى النور بعدما تعرفوا على السيد المسيح مخلص العالم.