شبهات شيطانية حول رسالة رومية - قال المعترض الغير مؤمن: كانت حيوانات كثيرة محرمة
قال المعترض الغير مؤمن: كانت حيوانات كثيرة محرمة في الشريعة الموسوية، ونُسخت بما جاء في رومية 14: 14 إني عالم ومتيقّن في الرب يسوع أن ليس شيئاً نجساً بذاته، إلا مَن يحسب شيئاً نجساً، فله هو نجس . وفي تيطس 1: 15 كل شيء طاهر للطاهرين، وأما للنجسين وغير المؤمنين فليس شيء طاهراً، بل قد تنجس ذهنهم أيضاً وضميرهم . وفي 1تيموثاوس 4: 4 لأن كل خليقة الله جيدة، ولا يُرفض شيء إذا أُخذ مع الشكر، لأنه يُقدَّس بكلمة الله والصلاة .
وللرد نقول بنعمة الله : كان في روما بعض مؤمنين موسوسين، أو كما قال الرسول ضعاف الإيمان . فهؤلاء تمسكوا بالقشور والأعراض وتركوا جوهر الدين، فحرَّموا بعض الأطعمة، حتى قال لهم الرسول: وأما ضعيف الإيمان فيأكل بقولاً . ولكنه أوضح في آية 17 أن ليس ملكوت الله أكلاً وشرباً، بل هو بر وسلام وفرح في الروح القدس. وأمر بوجوب احتمال الضعفاء، وأن لا نضع للأخ مصدمة أو معثرة. ثم أوضح أن الموسوَس يحسب كل شيء نجساً، مع أن الأشياء هي في حدّ ذاتها طاهرة. ثم قال في آية 15 فإن كان أخوك بسبب طعامك يُحزَن، فلست تسلك بعد حسب المحبة. لا تُهلِك بطعامك ذلك الذي مات المسيح لأجله ، ثم قال في الآية 21 حسن أن لا تأكل لحماً ولا تشرب خمراً ولا شيئاً يصطدم به أخوك أو يعثر أو يضعف . فيظهر من هذا أن غاية الرسول توثيق المحبة بين المسيحيين، وحثّهم على احتمال الضعفاء ومراعاة إحساساتهم وعدم تعييرهم، فإن ضعيف الإيمان ربما يتشكك في ذات الحيوانات الطاهرة. ولذا أمره بولس الرسول ليقتصر على أكل البقول. وعلى كل حال فلا ناسخ ولا منسوخ.
وعبارة الرسول في تيطس تشير إلى البِدع، فإنه قال في آية 14 (أي قبل الآية التي أتى بها المعترض): لا تُصْغوا إلى خرافات يهودية ووصايا أناسٍ مرتدّين عن الحق . ثم قال: كل شيء طاهر فلم ينسخ شريعة موسى، بل حذّر المؤمنين من الخرافات وبدع المرتدّين عن الحق. وقصد الرسول من 1تيموثاوس 4: 4 هو الرد على أصحاب البِدع، فإنه قال قبلها (آية 1-3) ولكن الروح يقول صريحاً إنّه في الأزمنة الأخيرة يرتدّ قومٌ عن الإيمان، تابعين أرواحاً مضلَّة وتعاليم شياطين، في رياء أقوالٍ كاذبة، موسومة ضمائرهم، مانعين عن الزواج، وآمِرين أن يُمتنَع عن أطعمة قد خلقها الله لتُتناوَل بالشكر من المؤمنين وعارفي الحق . ثم قال لأن كل خليقة الله جيدة .
- عدد الزيارات: 10889