Skip to main content

لا تحريف في التوراة والإنجيل

أسفار العهد القديم والجديد لم تتحرَّف - نجاوب على كل من يدّعي أن الكتاب المقدس محرف في نصوصه

الصفحة 2 من 5: نجاوب على كل من يدّعي أن الكتاب المقدس محرف في نصوصه

ومما تقدم نجاوب على كل من يدّعي أن الكتاب المقدس محرف في نصوصه وأن الكتاب الصحيح غير موجود اليوم إذ لم يكن صحيحا في زمن محمد يكون مكذباً ومخالفا لآيات القرآن الصريحة التي تشهد أنه حق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لأن من أهم أغراض القرآن أنه جاء ليكون مصدقا للكتاب المقدس, فكيف يصح أن يشهد له أنه صحيح وحق وموحى به من الله وهدى للناس، ثم يعود فينسب إليه التغيير وضياع الثقة منه وعدم
التعويل عليه، لأنه إن صحَّ هذا يكون القرآن قد ناقض بعضه بعضاً.
ليس أحد يؤمن بالإله الحق يقدر أن ينسب إليه تعالى أنه أنزل القرآن مصدقا للكتاب مبدَّل ومغيَّر ومشوش التعاليم في العقائد الدينية, وقد فطن لهذه النظرية الإمامان البيضاوي والرازي اللذان اقتبسنا تفسيرهما وجزما بأنه لم يقع في الكتاب المقدس تغيير قط لا قبل العصر المحمدي ولا بعده. بقي للمعترض أن يقول : وقع التغيير في الكتاب المقدس في ذات عصر محمد، والرد على اعتراض كهذا لا يكلفنا مشقة ولا عناء. لأننا نجيب قائلين إن الأسفار المقدسة التي أشرنا إليها في مقدمة كلامنا كُتبت قبل عصر محمد بزمان طويل. والكتاب المتداول اليوم منسوخ عن ذلك الأصل،وعليه لا يتصور عاقل إجماع اليهود والنصارى على تغيير أسفارهم وقد انتشرت في كل العالم.
وعلى كل حال لنسمع ما قيل بإزاء هذه الدعوة فإن عامة المسلمين وبعض علمائهم العديمي الخبرة بالموضوع لا يزالون يتصورون أن الكتاب المقدس بحالته الحاضرة مغيَّر, وإن سألتهم : متى وقع ذلك التغيير لا يتفقون على جواب واحد فيقول البعض : قبل عصر محمد وآخرون : بعده, ويقول قائل منهم : قبله وبعده! وحتى يُثبتوا مزاعمهم عكفوا على كتب الكفرة والملحدين بكل دين يلتقطون منها كل
اعتراض سخيف وافتراء بارد ويحاربون بها الكتاب المقدس استظهارا لزعمهم بالتغيير وجهلوا أو تجاهلوا أن هذه الاعتراضات التي تسلّحوا بها دُحضت منذ زمن طويل ولم تعُد مقبولة بين العلماء الغربيين ونرجو أن علماء المسلمين المحققين إن انخدعوا بها اليوم لا ينخدعون بها غداً,
حُكي أن بعض المسيحيين من أهل القرون الأولى بعد المسيح اتهموا اليهود بتهمة تغيير النصوص الإلهية كما يتهم المسلمون لأنهم وجدوا فروقاً في أعمار الآباء المذكورين في أصحاح 5 و10 من سفر التكوين ما بين النسخة العبرية والترجمة السبعينية فعللوا هذه الفروق بعلة التغيير, ولكن الذين ادعوا هذه الدعوى هم جهلاء المسيحيين لا علماؤهم, وأما الآن وقد مضى نحو ألف وأربعمائة سنة على الموضوع وقد درس الكتاب جيدا لم يبق بين علماء الغرب من يدعي بأن اليهود غيروا توراتهم لا في الموضع المشار إليه ولا في سواه, ثم أن بعض كتاب المسلمين اعترضوا على اختلاف القراءات التي يُقرأ بها الكتاب واستدلوا بها على إفساد نصوصه, إلا أن هذه النظرية باطلة لأنه توجد نسخ أصلية كثيرة ما بين عبري ويوناني ولغات أخرى إن قارنتها بعضها على بعض لا تخلو بطبيعة الحال من اختلاف القراءات كما هي الحال في جميع الكتب القديمة, ويا ترى ما جنس تلك القراءات المختلفة، إن
أكثرها يرجع إلى اختلاف في الهجاء، مثل كلمة صلاة العربية تارة تكتب بالواو وتارة بالألف، ومثل كلمة قيامة تارة تكتب بالألف وتارة بدونها, ويرجع بعضها إلى اختلاف في تصريف الأفعال كاختلاف القراءات القرآنية التي أشار إليها المفسرون وأثبتوا أنواعها في تفاسيرهم ومن ذلك قراءات هذه الآية ما ننسخ من آية أو ننسها - البقرة 2 :106

مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا

 

قراءة حفص

مَا نُنْسِخْ الخ

 

قراءة ابن عامر

نَنْسأَهَا

 

قراءة ابن كثير وأبو عمرو

مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنَسِّهَا

 

قراءة آخرين

تَنْسَهَا

 

قراءة آخرين

تُنْسَهَا

 

قراءة آخرين

نُنْسِكِهَا

 

قراءة آخرين

مَا نُنْسِكَ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسَخْهَا

 

قراءة عبد الله

وفي سورة البقرة 2 :285 أشار البيضاوي إلى قراءات مختلفة :

 

وَكُتُبِهِ

 

قراءة حفص

وَكِتَابِهِ

 

قراءة حمزة وصاحب الكشاف

لَا نُفَرِّقُ

 

قراءة حفص

لَا يُفَرِّقُ

 

قراءة يعقوب

لَا يُفَرِّقُونَ

 

قراءة آخرين

 

ويقبل علماء السنيين قراءات أخرى على ما تقدمت الإشارة إليه من ذلك سورة الأنعام 6 :91 وسورة مريم 19 :35 وسورة القصص 28 :48 وسورة الاحزاب 33 :6 وسورة سبأ 34 :18 وسورة ص 38 :22 فهذه القراءات مهما تكن لا تغير معاني القرآن تغييراً يستحق الذكر ولا تؤثر أقل تأثير في عقائده, فإن قام كاتب مسيحي واحتج باختلافات القراءات على وقوع التغيير في متن القرآن ألا يستجهله المسلمون أو يرمونه بالتعصب الذميم، فمثل هذا الحكم يجب أن يُحكم به على الذين يتخذون قراءات كتابنا حجة على تغييرها, إن آدابنا لا تسمح لنا أن ندعي بدعاوٍ كهذه على مناظرينا.

اختلاف القراءات في الكتاب المقدس يوجد أكثر مما في القرآن ، ولذلك جملة أسباب
الصفحة
  • عدد الزيارات: 17626
تابعوا وشاركوا في برنامج مسيحي حواري مباشرة على الهواء من راديو نور المغرب، تواصلوا معنا عبر الواتساب أو اتصلوا بالرقم: +212626935457
تعالوا معنا لنستمع إلى شهادات واختبارات لأشخاص آمنوا بالسيد المسيح من كافة أنحاء العالم العربي، وكيف تغيرت حياتهم عندما تقابلوا مع المسيح.
أستمع واقرأ الإنجيل مباشرة عبر موقعنا لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح ومميزة أفكار القلب ونياته.
تعالوا معا نشاهد هنا قصص واقعية لأشخاص إنقلبت حياتهم رأسا على عقب وعبروا من الظلمة إلى النور بعدما تعرفوا على السيد المسيح مخلص العالم.