Skip to main content

إنجيل المسيحيين

سلامة الإنجيل من الناحية العقلية - بقاء الآيات التي تتعارض مع غرائز البشر وميولهم

الصفحة 3 من 3: بقاء الآيات التي تتعارض مع غرائز البشر وميولهم

3 - بقاء الآيات التي تتعارض مع غرائز البشر وميولهم:

ولو فرضنا أيضاً أن بعض المسيحيين حرّفوا شيئاً من الإنجيل، لحذفوا منه الآيات التي تنهى عن الطلاق ومحبة المال، والتي تأمر بمحبة الأعداء والإحسان إليهم والصلاة لأجلهم (مثل متى 5: 31 و43 - 48 و6: 19 - 34) وغير ذلك من الآيات التي تنفِّر معظم البشر من المسيحية. ومن ناحية أخرى، لأضافوا إلى الإنجيل العبارات التي تفتح المجال أمام البشر للقيام بالأعمال التي تميل إليها غرائزهم (مثل الأخذ بالثأر، والزواج بأكثر من واحدة، وجمع المال وتكديسه)، وفي الوقت نفسه تسهّل أمامهم طرق الحصول على غفران الخطايا التي يرتكبونها (وذلك بالصيام لبضعة أيام أو إعطاء شيء من المال للفقراء، أو القيام ببعض الصلوات) والتي تصّور لهم أيضاً متع الحياة الأخرى بصورة تأخذ بمجامع قلوبهم، مثل الأطعمة الشهية والملذات الجسدية وما شاكلها حتى يعتنقوا المسيحية.

لكن بالرجوع إلى الإنجيل يتضح لنا ما يأتي:

أ - إنه ينهى عن مقابلة الشر بالشر (متى 5: 38-42) وذلك حسماً له ومنعاً من انتشاره. وينهى عن الزواج بأكثر من واحدة (متى 19: 4-6) لكبح جماح الشهوات وضمان سلامة الأسرة. وينهى عن تكديس المال (متى 16: 19-21) لإفادة كثيرين منه. ومن الناحية الأخرى يوصي بالسلوك بالقداسة والأمانة حتى نكون كاملين كما أن الله كامل (متى 5: 48).

ب - ويعلن أن الخطية بالفكر أو القول تحرم صاحبها من التوافق مع الله لأنه كامل، ولا يتوافق مع الكامل إلا الكامل. ولذلك فإن عقاب الخطية في أصغر مظاهرها هو الحرمان الأبدي من الله، أو بالحري هو الطرح في جهنم إلى أبد الآبدين (متى 5: 22). كما يعلن أن الأعمال الصالحة لا تستطيع التكفير عن الخطية. لأن هذه الأعمال مهما كثرت هي محدودة في قدرها، وحق الله الذي أُسيء إليه بسببها لا حدّ له. والأشياء المحدودة في قدرها لا تستطيع إيفاء مطالب أمرٍ لا حدّ له. ومن ناحية أخرى بما أنه لو غفر الله خطايانا دون مراعاة لحقوق عدالته، لكانت رحمته قد طغت على عدالته، ومحبته على قداسته. وهذا ما لا يجوز حدوثه في ذات الله، الذي لكماله المطلق لا تطغى فيه صفة على صفة أخرى. فمن البديهي أن يقوم الله بإيفاء مطالب عدالته وقداسته بينه وبين نفسه، أو بالحري أن يتقبل فيها عار خطايانا وقصاصها على نحوٍ ما، قبل أن يغفرها لنا. وهذا هو عين ما فعله في موت المسيح الكفاري على الصليب، فعلى الصليب التقى العدل بالرحمة (مزمور 85: 10).

ج - ويعلن الإنجيل لنا أن الحياة الأخرى لا مجال فيها للأكل أو الشرب أو الزواج (متى 22: 30 ورومية 14: 17) لأن المؤمنين الحقيقيين سيكونون هناك كملائكة الله، لذَّتهم الوحيدة هي التمتع بجلاله وتقديم العبادة اللائقة به بكل محبة وسرور.

مما تقدم يتضح لنا أن الإنجيل خالٍ خلواً تاماً من الوصايا التي تحبِّب معظم الناس في المسيحية. وهو في الوقت نفسه مليء بالوصايا التي تنفِّرهم منها، رضوا بذلك أم لم يرضوا. فلا يُعقل إطلاقاً أن يكون بعض المسيحيين قد سّوَلت لهم نفوسهم أن يحذفوا من الإنجيل شيئاً، أو يضيفوا إليه شيئاً آخر.

الصفحة
  • عدد الزيارات: 8139
تابعوا وشاركوا في برنامج مسيحي حواري مباشرة على الهواء من راديو نور المغرب، تواصلوا معنا عبر الواتساب أو اتصلوا بالرقم: +212626935457
تعالوا معنا لنستمع إلى شهادات واختبارات لأشخاص آمنوا بالسيد المسيح من كافة أنحاء العالم العربي، وكيف تغيرت حياتهم عندما تقابلوا مع المسيح.
أستمع واقرأ الإنجيل مباشرة عبر موقعنا لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح ومميزة أفكار القلب ونياته.
تعالوا معا نشاهد هنا قصص واقعية لأشخاص إنقلبت حياتهم رأسا على عقب وعبروا من الظلمة إلى النور بعدما تعرفوا على السيد المسيح مخلص العالم.