سلامة الإنجيل من الناحية التاريخية - لم يعترض معاصرو المسيح ولا خلفاؤهم على ما ورد في الإنجيل
1 - لم يعترض معاصرو المسيح ولا خلفاؤهم في القرون الأولى على شيء مما ورد في الإنجيل:
أ - كان الإنجيل قد أخذ في الانتشار شفوياً بعد صعود المسيح إلى السماء بعشرة أيام فحسب، وذلك بين سكان أورشليم الذين عاصروا المسيح وعرفوا كل شيء عنه (أعمال 2 - 7) دون أن ينهض واحدٌ منهم، مهما كان شأنه، لمناقضة شيء مما جاء فيه. وبعد ذلك انتشر الإنجيل في مدةٍ لا تتجاوز ثلاث سنوات في كثير من بلاد الشرق والغرب بلغات سكانها. وكان معظم هؤلاء بسبب انتشار الثقافة اليونانية وقتئذ بينهم، لا يقبلون الأخبار إلا بعد فحصها وتمحيصها من كل الوجوه (إقرأ مثلاً أعمال 17: 10-12 و19: 8-24). وبالرجوع إلى التاريخ لا نرى واحداً من هؤلاء أيضاً قد اتهم المبشرين بالإنجيل بتحريفٍ أو تزوير.
ب - لم يتّهم اليهود والوثنيون، على الرغم من تهكّمهم منذ القرن الأول على عبادة المسيحيين وعقائدهم (لروحانية العبادة المسيحية وسمّو عقيدتها فوق الإدراك البشري) أبداً بأنهم حذفوا شيئاً من إنجيلهم، أو أضافوا إليه شيئاً آخر.
ج - اشتهر الفلاسفة الوثنيون الذين اعتنقوا المسيحية في القرون الأولى بالبحث والمناقشة، ولم يكن لهم رأي واحد من جهة عقائد المسيحية، فانقسموا إلى فرقٍ متعددة لاختلافهم في شرح بعض آيات الإنجيل. وكان كل فريقٍ منهم يناصب الفريق الآخر العداء، ويحاول إسناد شتّى التّهم إليه. ومع ذلك لم يُسند فريق منهم إلى غيره جريمة إجراء تزويرٍ في الإنجيل الذي يُعتمَد عليه في البحث والمناقشة، فاتفاقهم على نصٍّ واحد يؤكد مصداقيته.
- عدد الزيارات: 11015