شبهات شيطانية حول نبوة ملاخي
قال المعترض الغير مؤمن: جاء في ملاخي 1: 2 و3 أحببت يعقوب وأبغضت عيسو، وجعلت جباله خراباً فهل يكره الله؟ ولماذا يحب يعقوب ويبغض أخاه عيسو؟
وللرد نقول بنعمة الله : (1) ليس وجه العجب أن الله أبغض عيسو، بل أن الله أحب يعقوب! إن ما يذهلنا هو محبة الله للخطاة. الخاطئ يستحق الهلاك والموت، ولكنه لا يستحق المحبة. ومحبة الله للخاطئ هي من نعمة الله وحدها، بلا استحقاق في الخاطئ.
(2) كلمة أبغضت عيسو لا يُقصد بها الكراهية كما نفهمها في يومنا هذا، بل المقصود بها محبة أقل . فإذا تأملنا القرينة وجدنا البغضة والمحبة لا تختصان بشخص يعقوب وعيسو، بل بمناطق سكنها نسلهما. وكان نصيب يعقوب الأرض الخصبة، ونصيب عيسو صحراء قاحلة. وإذا قرأنا تثنية 21: 5 وجدنا محبة الله لسبط لاوي أكثر لأنه اختارهم ليخدموه. ولا يعني هذا بغضة (بمعنى كراهية) لسائر الأسباط، بل يعني محبة أكثر لسبط لاوي. وجاء في أمثال 13: 24 من يمنع عصاه يمقت ابنه، ومن أحبه يطلب له التأديب . وهذا يعني أن الآب المحب هو الذي يربي ولده، أما من يحبه أقل فهو الذي يترك له الحبل على الغارب!
قال المعترض الغير مؤمن: جاء في ملاخي 3: 1 هأنذا أرسل ملاكي فيهيّئ الطريق أمامي وفي متى 11: 10 ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي الذي يهيّىء الطريق قدامك . وهذا يبرهن أن تلاعباً جرى في النص .
وللرد نقول بنعمة الله : كلمة أمامي في العبرية هي ليفاناي وأمامك هي لفنيخا بفارق حرف الخاء. وهناك قراءة تقول أمامي في ملاخي وقراءة أخرى تقول أمامك . والمعنى أن الرسول الذي سيسبق المسيح سيهيئ ويجهز الطريق أمامه، سواء كان المتكلم هو الله الآب (كما يقول متى) أو كان المسيح نفسه هو المتكلم (كما في ملاخي).
وعدم تغيير هذا الحرف الواحد، يدل على أمانة النساخ، فلم يكن خافياً على ناسخ إنجيل متى ما جاء في نبوة ملاخي.
قال المعترض الغير مؤمن: جاء في ملاخي 4: 5 و6 هأنذا أرسل إليكم إيليا النبي قبل مجيء يوم الرب العظيم والمخوف، فيرد قلب الآباء على الأبناء وقلب الأبناء على آبائهم . وقد أيّد متى 11: 14 أن هذه نبوة عن يوحنا المعمدان. غير أن يوحنا المعمدان نفسه قال في يوحنا 1: 21 إنه ليس النبي إيليا .
وللرد نقول بنعمة الله : لم يكن يوحنا المعمدان هو النبي إيليا بنفسه، لكنه تقدم أمام المسيح بروح إيليا وقوته، كما جاء في لوقا 1: 17 ، وذلك ليرد قلوب الآباء والعصاة إلى فكر الأبرار، لكي يهيئ للرب شعباً مستعداً. فالمراد في نبوة ملاخي رجلًا يشبه إيليا هو يوحنا المعمدان. ووجه الشبه بين إيليا ويوحنا الغيرة والشجاعة، وتوبيخ الخطاة والشرفاء والأدنياء، وهداية الضالين إلى سبل الحق. وهذا تفسير السيد المسيح، فقال عن يوحنا إنه إيليا لأنه يحمل روحه وقوته ووظيفته. أما يوحنا فأنكر أنه إيليا حقيقة، وتواضعا منه لم يقل إنه يحمل روح إيليا وقوته. فجاء مَدح يوحنا من المسيح، ولم يمدح يوحنا نفسه.
العهد القديم
ما ورد في الجزء الثاني من سلسة كتب هداية المؤمنين للحق المبين
- عدد الزيارات: 23291