Skip to main content

الخطية والكفارة

الخطية والكفارة في الإسلام والمسيحية - خلاف حول الكيفية التي دخل بها الشيطان إلى الجنة

الصفحة 4 من 17: خلاف حول الكيفية التي دخل بها الشيطان إلى الجنة

 

وهناك خلاف بين العلماء، حول الكيفية، التي دخل بها الشيطان إلى الجنة وتمكن من وسوسة آدم.

قال القصاص، عن وهب بن منبه والسدي وابن عباس أن الشيطان لما أراد أن يدخل الجنة منعته الخَزَنة. فأتى الحية، وهي دابة لها أربع قوائم كأنها البختة، وهي كأحسن الدواب. بعدما عرض نفسه على سائر الحيوانات، فما قبله واحد منها إطلاقاً. فابتلعته الحية، وأدخلته خفية. فلما دخلت الحية الجنة، خرج إبليس من فمها واشتغل بالوسوسة. فلا جرم إن لعنت الحية وسقطت قوائمها، وصارت تمشي على بطنها، وجُعل رزقها في التراب، وصارت عدواً لبني آدم.

وجاء في جامع البيان للطبري عن الحسن بن يحيى، عن عبد الرزاق، قال: أخبرنا عمرو بن عبد الرحمن بن مهرب، قال: سمعت وهب بن منبه يقول: لما أسكن الله آدم وذريته، ونهاه عن الشجرة. وكانت شجرة غصونها متشعبة بعضها في بعض. وكان ثمر تأكله الملائكة لخلدهم. وهي الثمرة التي نهى الله آدم عنها وزوجته. فلما أراد إبليس أن يستذلها دخل في جوف الحية، وكان للحية أربع قوائم، كأنه بختة، من أحسن دابة خلقها الله. فلما دخلت الحية الجنة خرج من جوفها إبليس فأخذ من الشجرة التي نهى الله عنها آدم وزوجته. فجاء به إلى حواء: فقال: انظري إلى هذه الشجرة، ما أطيب ريحها! وأطيب طعمها وأحسن لونها!! فأكل منها آدم فبدت لهما سوءاتهما. فدخل آدم في جوف الشجرة، فناداه ربه: يا آدم، أين أنت؟ قال أنا هنا يا رب. قال ألا تخرج؟ قال أستحي منك يا رب. قال ملعونة الأرض التي خلقت منها، لعنة تحوّل ثمرها شوكاً. قال: ولم يكن في الجنة ولا في الأرض مثله كان أفضل من الطلح والسدر، ثم قال: يا حواء أنت التي غررت عبدي، فإنك لا تحملين حملاً، إلا حملته كرهاً. فإذا أردت أن تضعي ما في بطنك، أشرفت على الموت مراراً. وقال للحية: أنت التي دخل الملعون في جوفك حتى غرَّ عبدي. ملعونة أنت لعنة، تتحول قوائمك في بطنك. ولا يكون لك رزق إلا التراب. أنت عدوة بني آدم، وهم أعداؤك. حيث لقيت أحداً منهم أخذت بعقبه، وحيث لقيك شدخ رأسك.

وقال آخرون من أهل الأصول: إن آدم وحواء، كانا يخرجان إلى باب الجنة، وإبليس كان يقرب الباب.. ومن هناك كان يوسوس إليهما.

على أي حال، فهناك نص قرآني يحسم الموضوع في كون آدم مذنباً، وهو قوله: ·فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الخُلْدِ وَمُلْكٍ لاَ يَبْلَى فَأَكَلاَ مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى - سورة طه 20:120-121.

فهذه الكلمة ·غوى هي من الغواية، وقد قال الرازي في تفسيرها: الغواية والضلالة إسمان مترادفان، والغي ضد الرشد. ومثل هذا الإثم، لا يتناول إلا الفاسق المنهمك في فسقه.

وقال أبو إمام الباهلي... إن واقعة آدم عجيبة، لأن الله تعالى رغَّبه في دوام الراحة وانتظام المعيشة بقوله: ·فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الجَنَّةِ فَتَشْقَى وَأَنَّكَ لاَ تَظْمَأُ فِيهَا وَلاَ تَضْحَى - سورة طه 20:117 و119. ورغَّبه إبليس في دوام الراحة، بقول: ·هل أدلك على شجرة الخلد وفي انتظام المعيشة بقوله: ·وملك لا يبلى فكان الشي الذي رغَّب الله به آدم هو الشي الذي رغَّبه فيه إبليس، إلا أن الله وقف ذلك على الاحتراس عن تلك الشجرة وإبليس وقفه على الإقدام عليها.

ثم أن آدم مع كمال عقله وعلمه بأن الله مولاه ومربّيه وناصره، أعلمه أن إبليس عدوه، فكيف قبل قول إبليس، مع علمه بكمال عداوته له وأعرض عن قول الله؟

في الحقيقة إن المفسرين لعاجزون عن طمس ذنب آدم، لأن القرآن طرح ذنبه بقوله: ·فعصى آدم ربه وغوى وقد أجمع المفسرون بالاستناد إلى آيات القرآن، أن العصيان ذنب، وأن العاصي اسم للذم، فلا يطلق إلا على صاحب الكبيرة. ولا معنى لصاحب الكبيرة، إلا من فعل فعلاً يعاقب عليه.

الخطية في المسيحية
الصفحة
  • عدد الزيارات: 42467

راديو نور المغرب

تابعوا وشاركوا في برنامج مسيحي حواري مباشرة على الهواء من راديو نور المغرب، تواصلوا معنا عبر الواتساب أو اتصلوا بالرقم: +212626935457

شهادات صوتية

تعالوا معنا لنستمع إلى شهادات واختبارات لأشخاص آمنوا بالسيد المسيح من كافة أنحاء العالم العربي، وكيف تغيرت حياتهم عندما تقابلوا مع المسيح.

إستمع واقرأ الإنجيل

أستمع واقرأ الإنجيل مباشرة عبر موقعنا لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح ومميزة أفكار القلب ونياته.

شهادات بالفيديو

تعالوا معا نشاهد هنا قصص واقعية لأشخاص إنقلبت حياتهم رأسا على عقب وعبروا من الظلمة إلى النور بعدما تعرفوا على السيد المسيح مخلص العالم.