Skip to main content

الكتاب المقدس هو كلمة الله

العيوب الجسيمة - من هذه الأخطاء المزعومة يقدم أربعة فقط لندرسها

الصفحة 6 من 6: من هذه الأخطاء المزعومة يقدم أربعة فقط لندرسها

 

1 الأول: وهو ما نفترض أنه أهم "خطأ" يدَّعي ديدات أنه في إشعياء 7:14: "وَيُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ" ترجمة KJV أما في الترجمة المنقحة فبدلاً من كلمة "العذراء" نقرأ أنَّ "شابة" ستحبل وتلد ابناً. ويقول ديدات إنَّ هذا أحد أكبر الأخطاء في الكتاب المقدس. هذه الكلمة في النص العبري الأصلي هي " ALMAH علماه" وهي ما نجده في كل النصوص العبرية لكتاب إشعياء. وعليه فليس هناك اختلاف من أي نوع في النص الأصلي. القضية إذن هي قضية ترجمة. إنَّ الكلمة العامية التي تُسمَّى بها العذراء في اللغة العبرية هي "Bethulah بتوله" بينما تعني كلمة "Almah علماه" شابة ودائماً غير متزوجة. ولهذا فإنَّ ترجمة RSV تعطي ترجمة صحيحة للكلمة, والمترجم الجيد دوماً ينقل المعنى الحقيقي للأصل, ومعظم المترجمين الإنجليز يترجمون هذه الكلمة "عذراء". وقد واجه المسلمون الذين ترجموا القرآن إلى الإنجليزية كثيراً من مثل هذه الصعوبات في تعاملهم مع النص العربي.

كان الحَبَل بطِفْلٍ المعجزة التي انتظرها اليهود. وواضح أنَّ حبل "شابة" ليس آية, فهذا أمر شائع في كافة أرجاء العالم. ولكن المعجزة هي أن تحبل العذراء وتلد طفلاً. هذه هي آية المسيح عندما حبلت به العذراء مريم. ويستخدم إشعياء النبي كلمة "Almah علماه" بدلاً من "Bethulah بتوله"لأنَّ بتوله تعني عذراء, وتعني أيضاً أرملة عفيفة كما ورد في سفر يوئيل 1:8. فالذين ترجموا الكلمة "شابة" كما ورد في ترجمة RSV أعطوا ترجمة حرفية للكلمة, بينما أعطى الذين ترجموها عذراء كما في ترجمة KJV المعنى المقصود من سياق النص. وفي كلتا الحالتين كانت الشابة عذراء كما هي مريم بالحقيقة عندما حبلت بالمسيح. فالقضية مجرد قضية ترجمة من اللغة الأصلية إلى الإنجليزية. وليس لها علاقة أو تأثير على سلامة وكمال النص الأصلي للكتاب المقدس. وهكذا تسقط تماماً أول نقط ديدات.

2 الثاني: هو نص إنجيل يوحنا 3:16 ويُقرأ هكذا في ترجمة KJV " لأنه هكذا أحبّ الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد His onl begotten son لكي لا يهلك كل من يؤمن به, بل تكون له الحياة الأبدية". أما الترجمة الإنكليزية المنقحة RSV فقد ترجمت "ابنه الوحيد" إلى His only son. ويزعم ديدات أنَّ حذف كلمة Begotten دليل على أنَّ الإنجيل حدث به تغيير! ومرة أخرى فإنَّ هذا أمر يتعلق بالترجمة, لأنَّ المعنى الصحيح للكلمة في الأصل اليوناني هو "وحيد". وفي كلتا الترجمتين لا يوجد فرق بين his only son وبين his only begotten son لأنَّ كليهما ترجمة مناسبة للأصل اليوناني, وتعطي نفس المدلول "يسوع هو ابن الله الوحيد". ولا نستطيع أن نفهم زعم ديدات أنَّ الترجمة المنقحة RSV جعلت الإنجيل أقرب للقرآن الذي ينكر أنَّ يسوع هو ابن الله, فهذه حقيقة مؤكدة في ترجمة RSV كما في ترجمة KJV. ونؤكد مرة أخرى أنه لا تغيير في الأصل اليوناني, وأنَّ القضية هي ببساطة قضية ترجمة. وهكذا تنهار أيضاً ثانية نقاط ديدات.

ولتوضيح ما نعنيه أكثر نشير إلى ترجمات للقرآن في الإنجليزية لسورة مريم 19:88: "وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَانُ وَلَداً". وقد نقل ديدات هذه الآية من ترجمة عبدالله يوسف علي للقرآن. وفيها: God Most Gracious has begotten a son بينما في ترجمات القرآن لمحمد بكتل, ومحمد علي, ومولانا داريابادي, لا نجد كلمة begotten وإنما كلمة taken. فإذا كان منهج ديدات الفكري مما يمكن تصديقه, فبموجبه يتوافر الدليل على أنَّ القرآن أيضاً قد تغيَّر - وواضح أنَّ هذا لم يحدث! نعلم أنَّ قراءنا المسلمين سوف يقولون فوراً إنَّ هذه ترجمات إنجليزية, وإنَّ الأصل العربي لم يتغيَّر, مع أنَّ كلمة begotten ليست موجودة في الترجمات الأخرى للقرآن. وهذا ما يدعونا بالمثل لمطالبتكم أن تكونوا واقعيين هنا أيضاً. ليس هناك ما يمكن قوله ضد سلامة الإنجيل لمجرد أنَّ كلمة begotten كما هو الحال في القرآن وُجدت في ترجمة واحدة دون باقي الترجمات.

3 المثل الثالث الذي أورده ديدات هو أحد العيوب التي صحَّحتها ترجمة RSV, وهذا ما نقرّ به. ففي 1يوحنا 5:7 في ترجمة KJV نجد آية تحدِّد الوحدة بين الآب والكلمة والروح القدس, بينما حُذفت هذه الآية في ترجمة RSV. ويظهر أنَّ هذه الآية قد وُضعت أولاً كتعليق هامشي في إحدى الترجمات الأولى, ثم وبطريق الخطأ اعتبرها نُسَّاخ الإنجيل في وقت لاحق جزءاً من النص الأصلي. وقد حُذفت هذه الآية من جميع الترجمات الحديثة, لأنَّ النصوص الأكثر قِدَماً لا تورد هذه الآية. ويفترض ديدات أنَّ "هذه الآية هي أقرب إلى ما يُسمِّيه النصارى بالثالوث الأقدس وهو أحد دعائم النصرانية" صفحة 16.

وللرد على ديدات نقول: إذا كانت عقيدة الثالوث مؤسسة على هذه الآية وحدها - فإنَّ هذا يجعلنا نعيد تفكيرنا في تلك العقيدة. لكن أي فاحص أمين للعقائد المسيحية يقرّ صراحة - كما يفعل كل الكاثوليك والبروتستانت والأرثوذكس وغيرهم من المسيحيين - وبرأي واحد: أنَّ عقيدة الثالوث هي العقيدة الوحيدة عن الله التي نحصل عليها من تعاليم الإنجيل ككل. ففي أمر المسيح: "اذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالِابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ" متى 28:19 يستعمل المسيح كلمة "اسم" في صيغة المفرد في اليونانية عكس الجمع لثلاثة أشخاص. وفي الإنجيل كلمة "اسم" التي تُستخدم في مثل هذا السياق تشير إلى طبيعة وصفات الشخص أو المكان الموصوف. وهكذا يتكلم عن اسم "واحد" فقط للآب والابن والروح القدس, بما يعني وحدة مطلقة بينهم. وعن "اسم" واحد فقط بما يعني تشابهاً كاملاً كلياً في الصفات والجوهر. وهذه الآية برهان على عقيدة الثالوث وتؤكدها. وغيرها كثير. ولا نستطيع أن ندرك كيف يمكن أن يؤثر إلغاء 1يوحنا 5:7 - في الترجمات الحديثة - على العقيدة المسيحية على أي نحو. وبناءً عليه لا يستحق الموضوع أن يكون محل أي تفكير جدي!

4 النقطة الرابعة لديدات هي مجرد وهم خاطئ حتى لتصيبنا الدهشة لجهله المطبق العميق. يزعم ديدات أنَّ "كاتبي الأناجيل الكنسيَّة الموحى إليهم لم يسجلوا كلمة واحدة عن صعود المسيح للسماء" صفحة 19. ويأتي هذا الزعم بناءً على تصريحين عن صعود المسيح في إنجيلي مرقس ولوقا, وبخلاف هذين التصريحين فإنَّ كُتَّاب الإنجيل - كما يدَّعي ديدات - لم يشيروا بأي شكل لواقعة الصعود. ولكن الحقيقة هي عكس ذلك, فكُتاب الأناجيل الأربعة عرفوا عن هذه الحقيقة تماماً, فأشار يوحنا للصعود ما لا يقل عن إحدى عشرة مرة. ففي إنجيله يقول المسيح: " إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلهِي وَإِلهِكُمْ" يوحنا 20:17.

وعلاوة على إنجيله كتب لوقا أيضاً في سفر أعمال الرسل, وأول ما يذكره لوقا فيه حقيقة صعود المسيح للسماء: "وَلَمَّا قَالَ هذَا ارْتَفَعَ وَهُمْ يَنْظُرُونَ, وَأَخَذَتْهُ سَحَابَةٌ عَنْ أَعْيُنِهِمْ" أعمال الرسل 1:9.

ويتكلم متى ومرقس بانتظام عن مجيء المسيح ثانية متى 26:64 ومرقس 14:62. فكيف يمكن أن يأتي من السماء إذا لم يكن قد صعد إليها من قبل؟!

وفي الختام نشير إلى أنَّ الفقرات الواردة في مرقس 16:9-20 ويوحنا 8:1-11 لم تُحذَف من الإنجيل ثم أعيدت فيما بعد كما يزعم ديدات. لقد تضمَّنت ترجمة RSV هذه الفقرات لأنَّ علماء الدين اقتنعوا تماماً أنها جزء من النص الأصلي. وحقيقة الأمر أنَّ هذه الفقرات توجد في بعض المخطوطات الأكثر قِدَماً ولا توجد في البعض الآخر. ومراجعو ترجمة RSV لا يعبثون بالكتاب المقدس كما يدَّعي ديدات, لكنهم ببساطة يحاولون أن يجعلوا ترجمات الكتاب المقدس للإنجليزية أقرب ما تكون للنصوص الأصلية, وذلك على عكس اتجاه عثمان الذي أباد كل ما يخالف - بأي شكل - نصَّه المفضَّل.

ولا يضيرنا في شيء أنَّ المخطوطات الأصلية للكتاب المقدس غير موجودة لدينا اليوم, فحفظ المواد التي كُتبت عليها مستحيل, لأنَّها جلود وورق. أما كلمة الله نفسها فتبقى إلى الأبد!

ولا بدَّ أنَّ السيد ديدات يعلم أنَّ أقدم نسخة موجودة للقرآن اليوم ترجع للقرن الثاني الهجري - أما المخطوطة الأصلية فليست موجودة.

الصفحة
  • عدد الزيارات: 15816

الإنجيل المقدس مجانا

إحصل على نسختك المجانية من الإنجيل المقدس يصل إلى عنوانك البريدي أو بواسطة صديق.

شاهد فيلم المسيح

شاهد فيلم المسيح بلهجتك الخاصة متوفر بعدة لهجات من مختلف الدول العربية مثل اللهجة الجزائرية والتونسية والمصرية وغيرها.

إتصل بنا عبر سكايب

إلى زوارنا في البلاد العربية بامكانكم الإتصال بأحد مرشدينا مباشرة من الساعة التاسعة صباحا حتى الثالثة مساء بتوقيت مصر.

شاهد قصص الأنبياء

سلسلة قصص درامية باللغة العربية عن أنبياء الله في العهد القديم تبدأ من قصة آدم وحواء حتى قصة الملك داود.