الكتاب المقدس

نشر في الكتاب المقدس.

أسماء الكتاب المقدس

1. الكتاب: كلمة الكتاب ( بإستخدام أل التعريف ) هي إسم الكتب الموحى بها من الله، وكلمة الكتاب في اللغة العربية يعادلها Bible في اللغة الإنجليزية، والكلمة مشتقة أصلاً من الكلمة اليونانية ' بِبْلِيا' بصيغة الجمع ومفردها ' ببليون' أي كتاب، وكلمة ' ببليون' هي صيغة التَّصغير لكلمة ' بيبلوس' ، أي كتاب أو مجلد أو مخطوط. وأصل الكلمة مشتق من ورق البردى Papyrus، حيث تم استخدام ورق البردى كأول نوع ورق للكتابة، بعد استخدام جلود الحيوانات. وجمعت هذه الأوراق معاً بشكل كتاب. وتطلق كلمة ' ببليا' على كل الكتابات المقدسة الموحى بها من الله، ولذلك يسمى الكتاب المقدس، أو Bible.

2. الكتابات أو الكتب أو الكتاب المقدس: يطلق أيضا على الكتابات الموحى بها من الله اسم ' جرافي' في اللغة اليونانية التي وردت خمسين مرة في الكتاب المقدس، وهذه الكلمة مترجمة إلى اللغة الإنجليزية بلفظة Scriptures وفي اللغة العربية تعني: كتابات، أو الأشياء المكتوبة، أو أدب. والترجمة المعروفة للكلمة هي الكتب أو الكتاب المقدس.

إن لفظة الجمع ' ببليا' تؤكد حقيقة أن الكتاب المقدس هو مجموع من الكتب. وإطلاق لفظة الكتاب بصيغة المفرد على هذه الكتابات، هو إشارة إلى حقيقة وحدانية الروح والرسالة والغرض لهذه الكتابات. ووضع ' أل' التعريف أمام كلمة كتاب جاء ليدل على كون الكتاب المقدس فريداً من جميع النواحي والوجوه والرسالة.

3. العهد القديم والعهد الجديد: يسمى العهد القديم في اللغة العبرية ' تناخ' ، وكلمة عهد هي ' بريت' وتعني عقداً أو اتفاقاً بين الله والناس بإرسال المسيا ليفدي الجنس البشري. أما العهد الجديد فيشير إلى العهد الذي قطعه المسيح مع الكنيسة بسفك دمه على الصليب لإتمام الخلاص.

4. الإنجيل: وردت كلمة إنجيل 76 مرة في العهد الجديد، والكلمة يونانية الأصل، وقد نقلت حرفياً إلى اللغة العربية وتعني الأخبار السارة أو البشارة المفرحة أو الكلمة أو الأفراح.

كلمة الإنجيل في اليونانية ' إوانجيلون' مشتقة من الفعل ' إوانجلدزو' وتعني: يعظُ أو يبشر أو يخبر أو يُحْضِرُ أخباراً سارة أو يكرز...الخ، ومن هذا الفعل اشتق اسم الفاعل ' أوانجلستيس' أي مبشر.

لنلاحظ هنا أن كلمة إنجيل تعني الخبر أو البشارة، ولا تعني كتاباً أبداً. وملخص هذا الخبر هو أن الله محبة، وقد ظهرت محبة الله للعالم في المسيح الذي تجسد وجاء إلى عالمنا واختار طوعاً أن يموت على الصليب حتى يفدي العالم من الخطايا، وليعطي الخلاص والحياة الأبدية لكل من يؤمن به. أي أن هذا الخبر المفرح يتجسد في رسالة وعطية الله الخلاصية من خلال عمل المسيح الكفاري على الصليب. والكنيسة المسيحية مدعوة إلى التبشير بهذا الخبر المفرح، أي بالإنجيل للخليقة كلها. قال الرب يسوع المسيح له المجد:' اذهبوا إلى العالم أًجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها' (مرقس 15:16).

وهذا الخبر أو الإنجيل أصبح أساس رجاء الكنيسة المسيحية، وقد أوحى الله بروحه القدوس إلى أربعة من رسل وتلاميذ المسيح ليدونوا هذا الخبر المفرح حتى يكون مصدر المعرفة والصلاة للمؤمنين على مر الأجيال، وهكذا كُتِبَ الإنجيل في أربعة أقسام أو أجزاء، والكُتّاب الأربعة هم متى ومرقس ولوقا ويوحنا، وقد استخدم الله هؤلاء الرجال القديسين ليكتبوا سيرة المسيح وتعاليمه بصورٍ مختلفة تكمل بعضها البعض، لذلك وكي يحصل الإنسان على صورة كاملة عن سيرة المسيح وتعاليمه وموته الكفاري على الصليب فإنه يجب عليه أن يقرأ الإنجيل بأقسامه الأربعة.

في الترجمة العربية المتداولة نقرأ: إنجيل متى، وإنجيل مرقس، وإنجيل يوحنا، وإنجيل لوقا، وهذا ما يؤدي كثيراً إلي سوء فهم كبير، فيظن القارئ أنه يوجد أربعة أناجيل، علماً أن كلمة إنجيل لم ترد بصيغة الجمع مطلقاً في الكتاب المقدس، وتم تدارك هذا الخطأ في النسخة الجديدة لطبعة الكتاب المقدس الصادرة عن مؤسسة نداء الرجاء، حيث تمت الترجمة كما يلي: إنجيل المسيح حسب البشير متى، أو مرقس، أو لوقا، أو ويوحنا، وهذا يطابق الأصل اليوناني الذي يستخدم كلمة ' كاتا' اليونانية والتي تعني ' بحسب' .

ورغم أن الإنجيل يشكل فقط القسم الأول من العهد الجديد، فإن الاسم يطلق على كل الكتاب المقدس من باب تسمية الكل باسم الجزء، وأيضاً لأن كلمة إنجيل أو بشارة سارّة تعبر بصدق عن حقيقة الكتاب المقدس.


أقسام الكتاب المقدس: - يتكون الكتاب المقدس من ستة وستين سفراً موزعة في قسمين رئيسيين.

أولاً: العهد القديم:وهو مجموعة الكتب المقدسة الموحى بها من الله قبل مجيء المسيح، وتحتوي هذه الكتب، وعددها 39 كتاباً، على عهد الله مع شعب العهد القديم.

وأسفار العهد القديم مرتبة في خمسة أقسام رئيسية هي:

1. التوراة: أي الناموس أو الشريعة، وتحتوي على الأسفار الخمسة الأولى من الكتاب المقدس، وهي الكتب التي أوحى بها الله إلى كليمِهِ موسى، وهي أسفار التكوين والخروج والعدد واللاويين والتثنية.

2. كتب التاريخ: وعددها اثنا عشر سفراً وهي سفر يشوع، القضاة، راعوث، صموئيل الأول، صموئيل الثاني، الملوك الأول، الملوك الثاني، أخبار الأيام الأول، أخبار الأيام الثاني، عزرا، نحميا وأستير.

3. كتب الشعر والحكمة: وهي أيوب والمزامير وأمثال والجامعة ونشيد الأناشيد.

4. كتب الأنبياء الكبار وهم: إشعياء، وأرميا (مع المراثي ) وحزقيال ودانيال.

5. كتب الأنبياء الصغار: وهم اثنا عشر نبياً، وهم النبي هوشع، يوئيل، عاموس، عوبديا، يونان، ميخا، ناحوم، حبقوق، صفنيا، حجي، زكريا وملاخي.

وهذا التقسيم الخماسي للأسفار التسعة والثلاثين يستخدمه المسيحيون، أما اليهود فقد قسموا العهد القديم إلى ثلاثة أقسام هي:-

1. التوراة ( توراة ).

2. الأنبياء ( نفيئيم ).

3. الكتابات (كتْوفيم ) وتشمل كتب التاريخ وكتب الشعر والحكمة. ومن هذه الأقسام الثلاثة، نحصل على كلمة ' تناخ' وهو الاسم الشائع للعهد القديم بين اليهود.

ثانياً: العهد الجديد: ويحتوي على كتابات رسل وتلاميذ المسيح الذين كتبوا بوحي من الله تحت إرشاد وقيادة الروح القدس. وتشير كلمة العهد الجديد إلى العهد الذي قطعه المسيح بدمه مع المؤمنين، فقد قال المسيح له المجد:' هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا.' (متى 28:26 )، وأسفار العهد الجديد التي تبلغ 27 سفراً مرتبة في خمسة أقسام مثل العهد القديم، وهي:-

1. الإنجيل: بأقسامه أو أجزائه الأربعة: متى ومرقس ولوقا ويوحنا

2. التاريخ: ويشمل كتاب أعمال الرسل الذي يتحدث عن نشأة الكنيسة وانتشارها.

3. رسائل بولس الرسول: وعددها أربع عشرة رسالة.

4. الرسائل العامة: وعددها سبع رسائل.

5. سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي.

لغات الكتاب المقدس:- كتب معظم العهد القديم باللغة العبرانية، وهي اللغة التي تكلم بها بنو إسرائيل قبل السبي إلى بابل سنة 586 ق.م. وتوجد أجزاء قليلة جداً مكتوبة باللغة الآرامية مثل عزرا 8:4 ؛ 18:7، 12:7؛26، وإرميا 11:10، ودانيال 4:2 ؛ 28:7.

أما العهد الجديد فقد كتب باللغة اليونانية التي كانت لغة الحضارة والفلسفة والعلم في أيام المسيح، حيث انتشرت الحضارة الهلنستية في كل العالم القديم.

كتابة وجمع الكتاب المقدس:- اختار الله عدداً كبيراً من الأنبياء والرسل وأوحى إليهم أن يكتبوا كلامه وإعلاناته ووعوده للبشرية في مدة تبلغ حوالي 1600سنة، أي أن الفترة الزمنية التي تفصل بين كتابة سفر التكوين، الذي هو أول أسفار العهد القديم، وكتابة سفر الرؤيا، الذي هو آخر أسفار العهد الجديد، هذه الفترة تمتد على مدى خمسة عشر قرناً، أي منذ أيام كليم الله موسى الذي عاش في القرن الخامس عشر قبل الميلاد إلى أيام الرسول يوحنا الذي عاش حتى نهاية القرن الميلادي الأول.

وبالرغم من طول هذه الفترة الزمنية، والظروف التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية المختلفة التي مرَّ بها العالم خلال هذه الفترة الزمنية الطويلة، فإن الله القدير حفظ كتابه المقدس كما سبق ووعد على ألسنة أنبيائه القديسين.

ومنذ أن سُطر أول سفرٍ في الكتاب، حرص الشعب اليهودي قديماً، ثم الكنيسة في العهد الجديد، على توفير نسخٍ كافية منه في كل هيكل ومجمع ' كنيس' وكنيسة وتجمع وبيت من بيوت المؤمنين. ولذلك يوجد لدينا اليوم آلاف المخطوطات القديمة من الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد.

وتعتبر مخطوطة قمران التي يرجع تاريخها إلى القرن الثاني قبل الميلاد من أقدم المخطوطات التي عثر عليها حتى الآن للعهد القديم، أما أقدم نسخة من العهد الجديد، فهي أجزاء من الإنجيل بحسب البشير يوحنا التي يعود تاريخها إلى بداية القرن الميلادي الثاني ( حوالي سنة 110-سنة 115م ) وقد اكتشفت في نجع حمادي في مصر.